مرحبًا بكم في “بكين”

أهلا بكين
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

جمال الطيب

 “العين الغريبة.. تلمح” مقولة شائعة, هكذا عين السائح, ترى ما لا يراه المواطن في بلده, تبحث عن الجمال في زوايا الأركان, في الطبيعة التي خلقها الله عليها, فنادقها, شوارعها, أزقتها, حواريها, المقاهي, المتاجر, وأهلها. جاء ليستكشف, بعيدًا عن ما قرأه عنها في كتب التاريخ ؛ فقراءاته لن تٌمكّنه من تنسّم عطور الأزهار التي يصادفها أثناء تجواله, أن يتشمّم الصباح وهو يتنفس للخروج من مكمنه, ليعلن عن ميلاد يوم جديد, أن يرى الندى يتساقط على زجاج شرفته, كعبرات فتاة جميلة تنساب على خدها, فتكسب عيونها اللمعان. في كتابه”أهلًا بكين”, والصادر عن دار “صفصافة للنشر والتوزيع والدراسات”- 2015م, يحكي المؤلف الطبيب “محمود الشنواني” للقارئ عبر سطور صفحات كتابه عن مشاهداته في رحلته إلى “بكين”.

المقدمة

كتاب”أهلًا بكين” يُحسب على  أدب الرِّحلات ..و”هو نوع من الأدب الذي يصوّر فيه الكاتب ما جرى له من أحداث وما صادفه من أمور أثناء رحلة قام بها لأحد البلدان. وتُعدّ كتب الرحلات من أهم المصادر الجغرافية والتاريخية والاجتماعية، لأن الكاتب يستقي المعلومات والحقائق من المشاهدة الحية، والتصوير المباشر، مما يجعل قراءتها غنية، ممتعة ومسلية. (ويكيبيديا.. بتصرف). وفي تعريف آخر هو: “مجموعة الآثار الأدبية التي تتناول انطباعات المؤلف عن رحلاته في بلاد مختلفة يقصدها لغايات شتى, ويصف ما يراه من عادات البشر وسلوكهم وأخلاقهم. كما يعتني بذكر الأحوال الاجتماعية والاقتصادية. وفي وعينا الثقافي باتت صورة ابن بطوطة رمزاً مؤشراً لأدب الرحلات الذي أسس لانطلاقة الفرد العربي لارتياد أقطار جديدة واكتشاف أحوال الأمم والتعرف الى الآخر المختلف. (موقع “المعرفة”.. بتصرف).

مرحبًا بكم في “بكين”

في طريقه من المطار إلى الفندق حيث يستقر به المقام, يصف لنا الشوارع, فيقول: “كباري عديدة, شوارع متسعة نظيفة, لافتات بالصينية والإنجليزية, تشير لأرقام الطرق واتجاهاتها, وعلى الجانبين صفوف من الأشجار تزدان بزهور وردية وحمراء. نقترب أكثر من أطراف المدينة, تلوح غابة من العمارات الشاهقة, تزداد أعداد المحالّ التجارية وأعداد السيارات, وأعداد السائرين على الأرصفة.” (ص19).. يواصل: “يتجول نظري في الفندق.. الباب الدوّار, الأرضيات اللامعة, الأنتريهات المتناثرة, أصص الزرع, لوحات لمناظر طبيعية, إشارات للأماكن والاتجاهات على خلفية نحاسية, موسيقى خفيفة تحلق في الأجواء, دسك الاستقبال والحوائط وراءه عليها ساعات تبين الوقت في عواصم العالم الكبرى.” (ص19/20).

نبذة عن تاريخ الإمبراطورية وميلاد جمهورية الصين الاشتراكية الشعبية

“لقد دامت هذه الأمبراطورية أربعة آلاف عامًا دون أن يطرأ عليها تغيّر يُذكر في القوانين, أو العادات, أو اللغة, أو في أزياء الأهلين, وإن نظام هذه الإمبراطورية لهو في الحق خير ما شهده العالم من نظم” (فولتير).

في أكتوبر من عام 1949 جاء إعلان قيام جمهورية الصين الاشتراكية الشعبية بصوت “ماوتسي تونج” في ميدان “تيانمين” في “بكين”, بعد حربين سُميتا بحرب “الأفيون” شهدتهما الإمبراطورية الصينية, الأولى (1839- 1842): اندلعت شرارتها بسبب منع السلطات الصينية لتجارة الأفيون التي يسيطر عليها البريطانيون؛ والتي اعتبرت هذا المنع إخلالًا بمبدأ التجارة الحرة. فقامت بحصار بحري ثم احتلال لبعض المدن الصينية. مما أدى لرضوخ الإمبراطور الصيني لشروطها”. والثانية (1856- 1858): وبعد محاولة الصين التهرب من التعهدات التي أُجبرت عليها بعد حرب الأفيون الأولى. فقامت القوى الاستعمارية الكبرى بحملة عسكرية أكثر سفورًا. انتهت بمعاهدة “تيانجين” التي أذعنت فيها الإمبراطورية الصينية لكافة الشروط الاستعمارية.

تعددية العقائد الدينية في الصين

ينص دستور “جمهورية الصين الشعبية” على “أن مواطني جمهورية الصين الشعبية يتمتعون بحرية الاعتقاد الديني”. و”لا يحق لأي من أجهزة الدولة أو المنظمات الاجتماعية أو الأفراد إرغام أي مواطن على الاعتقاد بأي دين أو عدم الاعتقاد به, ولا يجوز التعصب ضد أي مواطن يعتقد بأي دين أو لا يعتقد به.” ومن أهم الأديان التي اعتنقها الصينيون على مدى العقود الماضية هي الكونفوشية: هي مجموعة حكم اقتدى بها الصينين منذ التاريخ, البوذية: أول ديانة غير ألوهية دخلت الصين من خارجها, والطاوية: العقيدة الدينية الوحيدة ذات المنشأ الصيني.

– “الكونفوشية”

“ولد كونفوشيوس “الأستاذ الحكيم العظيم” في كهف بجبل نيتشو في مدينة تشيويفو عام 551 ق.م (في العام 22 من عهد الملك لو شيانج). لم يكن كونفوشيوس رسولًا دينيًا, فقد كان يحجم عن مناقشة المسائل الدينية, وكل ما هو وراء الطبيعة, ولا يعتقد بالبعث أصلًا, إذ أن همّه مُنصب على إصلاح الحياة الدنيا, ولا يسأل عن مصير الأرواح بعد خروجها من الأجساد. تربع كونفوشيوس (كونج سي) على منزلة عالية في تاريخ الصين, واستوطن قلوب الصينيين وعقولهم وغدت فلسفته هي الظاهر الباطن في تحديد سلوكيات الصينيين ونمط تفكيرهم. إلا أنهم لم يعتبروها عقيدة دينية فهي لم تتحدث عن الآلهة أو السماوات, بل هي مذهب يحتوي على حكم ومبادئ هامة لتكوين شخصية الفرد وسلوكياته وعلاقته مع الآخرين. وقد سجلت أفكار وسلوك كونفوشيوس في “كتاب الحوار” وقد اعتبر هذا الكتاب كتابًا مقدسًا في الصين في العصر القديم, فإذا أراد شخص تولي منصب حكومي ينبغي عليه دراسة هذا الكتاب بدقة. ومن أشهر أقواله: “الحكمة هي معرفة الناس, والفضيلة هي حب الناس.”, و”إذا كنت لم تفهم الحياة بعد, فكيف تستطيع أن تفهم الموت؟”!. (د. فايزة كاب خبيرة بجريدة الشعب اليومية أون لاين.. بتصرف).

– “الطاوية”

“هي العقيدة الوحيدة ذات المنشأ الصيني, وإحدى أكبر الديانات الصينية التي ما تزال حية إلى اليوم, وقد ظهرت في القرن الثاني الميلادي, والطاوية هي مجموعة مبادئ, تنقسم لفلسفة وعقيدة دينية, مشتقة من المعتقدات الدينية الراسخة القدم. وتعتبر ثاني أكبر عقيدة تأثيرًا على المجتمع الصيني بعد الكونفوشية. ويعتبر الفيلسوف “لوتس” الذي رأى أن الخير في الزهادة والاعتزال والعفو والتسامح مع الناس وعدم مقابلة السيئة بالسيئة, وكتابه “الأخلاق” كتاب الطاوية المقدس الرئيسي. ويعتبر حرق البخور موضوع أساسي لكل عبادة طاوية فضلًا عن استعمال الخناجر والماء المسحور والموسيقى والأقنعة والكتب المقدسة.” (د. فايزة كاب خبيرة بجريدة الشعب اليومية أون لاين.. بتصرف).

– “البوذية”

“دخلت البوذية الصين في القرن الأول الميلادي تقريبًا, وهي أول ديانة غير ألوهية دخلت إلى الصين من الخارج قادمة من الهند, ومنذ القرن الرابع أصبحت تدريجيًا الدين الأوسع تأثيرًا في الصين, وتتمحور العقيدة البوذية حول ثلاثة أمور, أولها: الإيمان ببوذا كمعلّم مستنير للعقيدة البوذية, ثانيها: الإيمان بــــ “دهارما”, وهي تعاليم بوذا وتسمّى هذه التعاليم بالحقيقة, ثالثها: المجتمع البوذي, وتعني كلمة بوذا بلغة بالي الهندية القديمة, “الرجل المتيقّظ”. البوذية في الصين تختلف عن البوذية في العالم حيث أن امتزاجها بالثقافة الصينية أدى إلى ظهور شكل جديد من البوذية بطابع صيني”.(د. فايزة كاب خبيرة بجريدة الشعب اليومية أون لاين.. بتصرف). وفي زيارة المؤلف لمعبد بوذا, يحدثنا عنه وعن طقوس الصلاة هناك, فيقول: “في الوسط ما يشبه المنضدة, لكن وسطها عميق, وبه شئ كأنه رمل, وبجانبه منضدة أصغر على سطحها جمرات مشتعلة, يوقد المصلَّي عيدان بخوره من الجمرات, ثم يغرسها في الرمل, فيتصاعد خيط من الدخان, وتتجمع الخيوط فتصنع سحابة صغيرة خفيفة, لها رائحة خاصة, لا أستطيع أن أصفها بالجمال, ولكن يمكن وصفها بالرائحة الغامضة. وبعد أن يضع المصلَّي عيدان بخوره, يتكئ بركبته على وسادة مبطنة, ويتجه بنظرة إلى مبنى الصلاة الذي تحرسه الأسود الصينية التقليدية, والذي يبدو من خلال بابه تماثيل بوذا. صلاتهم قصيرة, يؤدونها في هذا الوضع, الركبة مثنية والقامة مشدودة واليدان مضمومتان في ابتهال, ثم يميلون لأسفل حتى يَصِلوا إلى وضع السجود.” (ص102).

زيارة المعالم السياحية

يطوف بنا المؤلف عبر صفحات كتابه ليُعرّفنا على المزارات السياحية, ويستهلها بـــ “ ميدان السلام السماوي “تيانمين”, فيقول عنه: “في قلب بكين, ميدان السلام السماوي (تيانمين) الذي تردد على أسماعنا مرتبطًا بأحداث 1989, الذي تفجرت فيه المظاهرات الغاضبة والمناهضة لنظام الحكم… الميدان فسيح, مساحته عدة أمثال ميدان التحرير, وفي الميدان ستجد الزعيم المبجّل (ماوتسي تونج) في جوانبه الأربعة. انظر خلفك, فستجد البوابة الضخمة للمدينة المُحرّمة (القصر الإمبراطوري السابق) وفي وسطها صورة كبيرة لماو, وحولها ترفرف عشرات الأعلام الصينية الحمراء, وفي الاحتفالات الرسمية تبنى المنصة الرسمية تحت هذه الصورة, فكأن ماو يطل على الحاضرين, وانظر إلى يمينك, فستجد قاعة الشعب الكبرى, المكان الرسمي الأكبر لاجتماعات القادة واستقبال كبار الزورا ولانعقاد مؤتمرات الحزب الشيوعي الحاكم. وانظر إلى يسارك فستجد المتحف الوطني.” (ص25/26). يلج بنا إلى داخل “المتحف الوطني” حيث يرقد جثمان الزعيم الصيني “ماوتسي تونج”, ليتلقط لنا صورة “فوتوغرافية” للمكان”, يقول عنها عبر سطوره: “في مواجهة المدخل, قاعة كبرى شاهقة الارتفاع, تمثال ضخم لــــ(ماوتسي تونج), فهي قاعته, على الجدران صور تبرز نضاله ومراحل حياته المختلفة, وأمامها تماثيل أخرى له, وفي المنتصف مجموعة كبيرة من مقتنياته الشخصية وأصول أوراقه التي كتبها عن تاريخه وعن أفكاره, وأيضًا أشعاره التي تغنى فيها بأرض الصين وبشعب الصين. ويتبقى الجانب الرابع من الميدان..”في المنتصف يرقد ماو, ويظهر الوجه نضرًا, وعلى الخدَّين حمرة الصحة والقوة, ويختفي باقي الجسد تحت العلم الأحمر, الزهور في كل مكان تنثر رائحة زكية في المكان.” (ص27).

– سور الصين العظيم (المادي واللغوي):

تقول كتب التاريخ عن “سور الصين العظيم, الإنجاز المعماري الأكبر والأشهر للحضارة الصينية, والذي يُعدّ إحدى عجائب الدنيا السبع… “هو بناء عسكري متكامل, سور وأبراج للمراقبة وثكنات للجنود, بهدف الدفاع عن الإمبراطورية ضد غزوات الشعوب التي تعيش في الشمال. بدأ العمل به في القرن الثالث قبل الميلاد, وتعاقبت على بنائه وتقويته كل الأسر الحاكمة بعد ذلك. يبلغ طوله حوالي 7000 كيلو متر ويمتد من شرق الصين إلى غربها.”. والذي تم بناؤه لمنع (الهون) العرق الأصلي لمعظم القبائل البدوية المحاربة في الشمال, من غزو أراضي الصين حيث (الهان) العرق الأصلي لمعظم شعب الصين. توحدت إمبراطورية الصين القديمة والتي هي قلب الصين الحالية, حتى أصبحت شاسعة في القرن الثالث قبل الميلاد, وفي معظم تاريخها اختارت أن تقيم الحواجز, وتكتفي بمساحتها الشاسعة وتعدادها الكبير, وأن تتعامل مع الجيران أو العالم البعيد بحساب مدروس. يرى المؤلف أن اللغة الصينية سورًا “معنويًا” يفصل الصينيين عن الآخرين, ويجعلهم بعيدًا عن فهم العالم.

– معبد السماء:

“تم الشروع في بناء المعبد عام 1420, وفي قمة مجد أسرة مينج (1368- 1466), في عهد الإمبراطور (يونج لي), ابن السماء,. مساحته تعادل أربعة أمثال قصر الحكم, يبدأ بإطار مربع رمزًا للأرض كما هي مربعة في تراث أهل الصين, وينتهي عند قمته بالإطار الدائري الذي يمثل السماء الدائرية كما هي في خيالهم.” (ص52/53).

– المدينة المُحرّمة (القصر الإمبراطوري الرسمي):

“المدينة التي أنشأها في بداية القرن الخامس عشر أباطرة أسرة (منج) والتي كان دخولها محرّمًا على غير الأسرة الإمبراطورية وحاشيتها وحرسها وخدمها. وجاء أباطرة أسرة (تشينج) وذهبوا أيضًا, وبعد خمسة قرون على إنشائها, أصبحت أبوابها مفتوحة للتجول في القاعات.” (ص75/76).

– برج الطبول:

“لدقات الطبول صدى كبير في الوجدان الصيني, بعض الشعوب ترتبط عندها دقّات الطبول بحركة الجسد والرقص والطقوس الفولكلورية, وشعوب أخرى تخطو إلى الحروب بحماس تحت وقع دقّات الطبول, أما في الصين فدقّات الطبول هي دقّات الزمن. في قلب بكين القديمة, يقع “برج الطبول”, برج مرتفع, تلك الطبول كانت ساعة أهل بكين, تدق بين الحين والآخر, فيعلم أهل المدينة أن الشمس تشرق, أو أنه منتصف النهار, أو أننا تخطينا منتصف الليل بساعتين, إنها “بيج بن” بكين”. (ص119).

Tai Chi-

” ليست اسمًا لرياضة فحسب, ولكنها تعبير حركي يمثل فلسفة خاصة, فمعناها بالصينية: المطلق العظيم, ومن يمارسها فهو يعبر بجسده عن فحوى هذه الفلسفة, التي تؤمن أن المطلق العظيم يتوحد بداخله ما يبدو ظاهرًا من تناقضات: النور والظلام, الخير والشر, الحركة والسكون, فكأن حركة الجسد في الــ Tai Chi, تعبيرًا عن هذه الرؤية للحياة.”! (ص60).

الظواهر الاجتماعية والاقتصادية

في أثناء تجواله, يشعر “الشنواني” بالأمان الذي يُفتقد كثيرُا في مثل هذه العواصم للمدن الكبيرة, وعن هذه المفارقة التي تضيف جاذبية لسحر هذا المكان, يقول: “في المدن الكبرى, إذا كانت ملامحك غريبة, وإذا كنت تحمل خريطة وتقف عند تقاطعات الطرق, تتطلع وتحاول أن تعرف موقعك, فغالبًا ما سيكون هناك من يترصّدك, وسيكون أحد هواجسك الدائمة أن تؤمَّن نفسك, وأن تتجنب أماكن معينة وأوقاتًا معينة, وأن تحاول التصرف بحيث لا تبدو غريبًا. لكن في بكين, ومن اللحظة الأولى, لم أحس هذا في أي مكان وفي أي وقت, ولم أرَ حولي وجوهًا أحسست أنها تحمل احتمالات البحث عن صيد بالسرقة أو الاحتيال أو العنف.” (ص112/113). وعن الجمال الأنثوي عند الفتاة الصينية, يقول:”الجمال الصيني ليس لامعًا وليس برّاقًا وليس ملونًا وليس مقتحِمًا. الجمال الصيني فيه لمسة رقّة وغموض وعذوبة وتسلل.” (ص118). وعلى امتداد الخط ننظر بعين الاعتبار “للبنية التحتية” المتمثّلة في حركة النقل على اختلافها, فيقول عنها: “قبل حضوري, كنت أتصور أن أحد مشاكلي أنني سأكون محشورًا وسط جموع من البشر في كل مكان, الشارع والمواصلات والمزارات السياحية, وأنني سأقف في طوابير طويلة أمام شبابيك التذاكر وبوابات الدخول لأي مكان أود زيارته, ولكن أولى مفاجآت بكين السارة لي, كانت أنني وجدت عكس ذلك, مدينة تعدادها نحو أربعة وعشرين مليونًا من البشر, ومساحتها مثل مساحة القاهرة. ففي بكين ثلاثة عشر خطًّا لمترو الأنفاق, فمحطات المترو ردهاتها الداخلية طويلة وعريضة, والمترو يتقاطر كل ثلاث دقائق, ويتقاطع معها شبكة أخرى من الأتوبيسات التي تنقل ملايين أخرى, وحول المدينة تدور خمس طرق دائرية سريعة, تنقلك بعيدًا عن قلب المدينة, والشوارع أرصفتها متسعة, وعبور المشاة من مناطق محددة. ” (128/129). ولا نجد ختامًا للحديث عن “بكين” سوى كلمات”جومانا” المرشدة السياحية الصينية التي رافقته في جولاته, والتي تقول فيها: “بكين جميلة, يمكنك أن تقضي فيها وقتًا ممتعًا, خاصة إذا كنت هنا للسياحة, ولست مرتبطًا بعمل واجتماعات.” (ص49/50).. صاحبتكم السلامة.

 

 

 

 

مقالات من نفس القسم