مديحُ القارةِ السادسةٌِ

reda kareem
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

رضا كريم

مديحُ القارةِ السادسةٌِ

 يشدُني ركوبَ البحار أو الموتَ فيها

يشدُني تسللُ الجبالِ ومغامراتِ عبورِ الحدودِ

يشدُني الخلاصَ من الأوطانِ

كهربٍ من كابوسْ

ها نحنُ نكتشفُ القارةَ السادسةِ

التي تسللَ أليها قبلُنا الآلآفُ

حفاةٌ أو على النوقِ أو على فرسٍ

ماتَ بمنتصفِ الطريقِ وأكلَتْهُ الذئابُ

أنهُ ظهرَ المنفى

واسعٌ وعريقْ

لا شمالَ لَهُ ولا جنوبْ

بلا بوصلةٍ

وطنٌ لكلِّ ذي جريرةٍ بمزاولةِ الحياةِ

*

تَرنيمةٌ

ولأن الطريقَ طويلُ

خشيتُ أن يهترئَ صبري

خشيتُ مجافاةَ الظلالِ

ومراوغةَ الشمس ِ

خشيتُ لسعةَ الوحشةِ

أوفقدان زقزقةَ الأحلامِ

من ذلك وأنا أضعُ ألإشاراتَ

على قفى الأيامِ

كي أعرفُ كم أكلَ الطريقُ

من همتي

*

مشهدٌ

تهشمتْ النوافذ

وبقي إصرارُ الانتظارِ

توارتْ الأبوابُ

وبقيتْ جلجلةُ المفاتيحِ

توارى الأصدقاءُ

انطبقتْ الجدرانُ على الجدرانِ

وبقيتْ ملامحُهم تسيُر بيننا

وبقيتْ الأنفاس تصرخُ

لي ذكرياتٌ شتى تلهي

ومضادةٌ للوقت

لكنها كحبةِ الأسبرين

 ِسرعانَ ما تتركُني بواجهةِ الألم

*

نوافذٌ مشرعةُ

لا أدري

ما نفعُ النوافذِ المشرعةِ

إنْ كانَ المدى

لا يحركُ ساكناً

ويتركُني أخبزُ أقراصَ الصبرِ

على وهجِ الاحتمال

 *

الأسئلةُ الساخنةُ

الأسئلةُ الساخنةُ

بوهجِ الحياة

الجديرةُ كمفتاحٍ سري

التي ألقت بنفسِها

بخالصِ الإصرارِ واندفاعِ الترصدِ

ترتدي عزيمةَ الدليلِ

بين إضراباتِ الأيامِ

كفنارٍ لسفينةٍ تائهةٍ

بين احتداماتِ الريحِ

. خشيةَ فوات الأوانِ

الأسئلةُ الكهلةُ

التي لم تفوتَ دورها

. تنظرُ بألمٍ قديمٍ

*

حصار

يغمرُكَ الغيمُ

بردٌ يشلُ الخُطى

ومطرٌ من كتلِ الرمادِ متواترُ

آن تمدُ اليدَ يهطلُ

يغمرُكَ الشتاءُ

حتى تكاد أن تتلمسَ

 بأصابعِكَ أحقادَ المللِ

*

كلشي ماكو

 اختلطت الأيامُ ببعضِها

وأنا ساهياً عن لوازمِ الغربةِ

لم أحسبْ  حسابَ الخسارةِ

قفزاتَ المزاجِ 

تبدلَ الأجواءِ والحنينِ إلى الشمسِ

لم أعدْ العدةَ لمرافقةِ أنهياِر المدنِ

للبيوتِ التي لم تعدْ هناكَ

للوجوهِ التي لم تعدْ تقاسمُنا الهواءَ

 كلشي ماكو

رحلَتْ الغيمةُ  ألان عن زجاجِ النافذةِ

وتناولَني الجدبُ

ألاحقُ الشمسَ فقط مِنْ رصيفٍ

إلى رصيفْ 

أجربُ الحريةَ بلا حذاءِ ثلجٍ

تلك التي يختصمُ الخلقُ جراها ويتشردُ

أجربُها منعتقاَ من أسمالِ  الشتاءِ

أفتشُ عن لب ِالحكايةِ 

 أو صندوقها الأسودِ 

*

ليلةُ الجدلِ الطويلِ

 ألم ترى
على أية رابية لم يجلس الذئب
وبأيةِ زاويةِ لم نلتمْ
. على نصاعةِ أسنانهِ
 ، ألم ترَى
ِكيف نفعلُ بالروحِ الجالسة
، ِلنا بالمرصادِ في مجرياتِ الأيام
محفوفين بوقتٍ مصابٍ بداءِ القلبِ
نتمددُ بأسرةٍ على قدرِ ألامنا
ليس بدعةً أن أصرخَ حتى المللِ
وليس بدعةُ أن أجرَ قوادمَ الذئبِ
 ، لشركِ حياتي
. ليلتهَم صوتي النافْر

 ًهكدا تكونُ الخيوطُ محكمة

 . بين شاهقاتِ الضياعِ

 

مقالات من نفس القسم