وحنيني الذي ستذيبُه الشمس.
كلما شدا عصفورٌ على نافذتي
بكيت.
كلما انتفضَ قلبي
تذكرتُ خيبتي في حبٍ قديم.
كلما ابيضتِ السماءُ
فقدتُ رغبتَي في الغناءِ
وتناسيتُ حلمي
أن أصيرَ طائراً أو غمامة.
ربما خطرتْ على بالي قصيدةٌ
وأعلنتْ حضوري
أو ربما غالبتني المفرداتُ
لأجربَ الغيابَ عن نفسي قليلا
وأدعو أن يمنحَني اللهُ
طريقاً لم يكتشفه أحدٌ قبلي
فأتركُ فوق ثراه
آثارَ خطواتي إلى حبيبتي.
أهيئُ لروحي شراعاً أسودَ
يخبُ بها في عُبابِ الضوءِ
ووحشةِ الرمال
ويمنحُها اليقينَ
حين يعجزُ النهارُ أن يبادلها
السكينةَ بالسكينة.
أسبلُ الحنينَ وأمشي في جنازتِه
وأهيلُ على ما تبقى من الأحلامِ
نثارَ أوراقي التي قرّحَها الحبرُ
وأنتظرُ الوقتَ بعد الوقتِ
لأستعيدَ ما منحتُه من موسيقى للموسيقى
وما أَرَقْتُه من دمائي
فوقَ زهرةٍ
أو على شفةٍ لم ألثمها بعد.
أودعُ ملائكةً بأجنحةٍ مهيضةٍ
تعودُ – كلَ فجرٍ – منكسرةً
لملكوتٍ موغِلٍ في السرابِ
وفي ركنها المنزوي
تغزلُ الطمأنينةَ
لتوزعَها رحمةً ونوراً
في ليلها القادمِ
على وجوهِ المستضعفين مثلي
والسائرين حفايا
يخافون يوماً تنسلُ فيه
أشواقُهم منهم
وتغيب.
ــــــــــــــــــــــ
*شاعر مصري