تركني العيال وحدي في الفصل و خرجوا جريا إلي حجرة الحاسب يتسابقون بسيقانهم الصلبة، أنا لا أحب السيقان الصلبة، أحب السيقان الطرية، سيقان او سوق الكلمتان صح جمع ساق كما قالت الأبلة إيمان، أنا أحب الأبلة إيمان كثيرا خاصة عندما تحملني بين ذراعيها ، رائحتها حلوة، لا كرائحة أمي، ليست حلوة كرائحة الصابونة، أحلي، وليست كرائحة المدينة المنورة التي يضعها أبي حين يشد البردعة علي الحمار و يأخذني أمامه أحيانا. عاد بعض الأولاد مندفعين متصايحين و حملوني فيما بينهم من ذراعي وساقي، خامس حمل حقيبتي، في هذا الوضع بان سقف الفصل أمام عيني، ثم سقف الطرقة ثم السماء، أري جذوع زملائي تتمايل حولي كعيدان الذرة، أري وجوههم تصحبني عبر السحب والنور المبهر، أعجبني ذلك ولم أكن أريد لهذا الوضع أن ينتهي، وسمعت أحدهم يقول ضاحكا: أحمد المحمول بتاع الفصل، أعجبني ذلك جدا.
كانت الأبلة إيمان تصر علي أن أقرأ عندما يحين دوري في حصة القراءة، ولقد كنت أحاول جهدي أن أقرأ من أجلها فتخرج الكلمات من فمي حروفا متناثرة ، كما أن رقبتي تلتوي غصبا عني فتأخذ عيني بعيدا عن الكتاب، لكنها ذات مرة جلست بجواري و طلبت مني أن أقرأ قراءة صامتة، قالت : يعني تقفل بقك، و تقرا بعنيك، أنا مش عايزة أسمعك ، عقلك هو اللي هيسمعك. لهذا أيضا أنا أحب الأبلة إيمان.
كنت أقرأ، حين سمعت أحدهم يصرخ في التليفزيون، نظرت فرأيت رجلا بلحية هائلة يخبط يديه علي المكتب أمامه صارخا: المرأة محمولة على أقربائها، أعجبني ذلك، أتمني أن أقابل هذه المرأة المحمولة مثلما أنني أحمد المحمول، بل الأحلي أتمني لو كانت الأبلة إيمان هي المحمولة.
ــــــــــــــــــــــــــــ
قاص مصري
خاص كتابة