محمد إبراهيم قنديل
لأنني
لم أكنْ يومًا شاعرًا جيدًا
طوَّرْتُ مهارتي في المضاجَعة.
تقولُ النساءُ اللاتي أسَلْنَ قصائدي
إنني مغموسٌ في ماءِ الشِّعْرِ
حتى أنَّ المجازاتِ المبللةَ باللعاب
تتدفقُ من فمي عليهنَّ،
فتشغلُهُنَّ عن ارتعاشةِ النشوة..
ويقولُ ناقدٌ أكاديميّ عارفٌ بالأمور
إنَّ شِعْري ينِزُّ
مِن مهبلِ امرأةٍ هائجة،
تبقى حلاوتُه دقائقَ
ثم يخمُد.
لكلِّ قصيدةٍ أنثى
ولأنني لم أكن يومًا شاعرًا جيدًا
أمُرُّ على عينيكِ
بنرجسيةِ مَن يراكِ ولا يراك.
أرشُو الزغبَ المنتصبَ
فوقَ جلدِكِ كلما استطعتُ
قبلَ أنْ تنتبهي لفتنتِه
فتقشريه
دون اعتبارٍ لخطورةِ انزلاقي
على نعومةِ ذكراه.
كلُّ امرأةٍ نامَتْ تحتي أعطيتُها كلَّ عينِي
ربما تحضُرينَ في قميصِ نَوْمٍ برتقاليّ
تضطجعينَ فاتحةً ساقَيْكِ
فيمكنني أنْ أصيرَ شاعرًا جيدًا
وأنْ ألملمَ شِعريَ المبعثَرَ
في المقاهي
والبارات
والشققِ المفروشة.
بدأتُ أشعرُ بالضياعِ
حين فقدتُ أسمائي المستعارة
ولم يعُد ثمَّ طريقةٌ لاختبائي
سوى أنْ أموتَ بضعَ مراتٍ
فأفقدَ رائحةَ النساءِ اللائي احتضنَّني
ووشمْنَ فى جلدي خريطةً ملعونةً
تَدُلُّ الحنينَ علَيّ.
الحريةُ الوحيدةُ التي اختبرتُها
ـ كمسافرٍ عتيقٍ لا يعرفُ ما يريد ـ
كانت حريةَ النومِ على حافةٍ
يخشى الجميعُ وطئَها في صحوِهم.
لا أدعي بطولةَ المأساة،
أنا طيفٌ لا تذكرُه الحكايةُ،
غيرُ مرئيٍ وغيرُ مرغوب،
له قدرةٌ فطريةٌ ربما
على امتطاءِ الضعفِ الإنسانيّ
والعبورِ به إلى نقطةِ التقاءٍ فلسفية
تعيدُ تعريفَ الخياناتِ القديمةَ.. والهروب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعر وروائي مصري