محمد أبركان
وإن أمكن
لا تَتْبعوه،
لا تفعلوا، فكثيرا ما يُضيّع
وجهتَه،
(كثيرا ما يضيّعها،
لكنه لا يعود)
لا تَتْبعوه،
فأمامه فراغات
هو نفسه
ليس يدري
هل يبغي أن تمتلئ!
لا تَتْبعوه،
وإن أمكن،
قولوا له شيئا
عما سيتبقى له،
قولوا له شيئا
حتى لا يغمسَ لسانه
خارج أوهامهِ،
وحتى لا يكترث
لطرق عُبّدتْ
في غيابه.
أنت أيضا
تقريبا،
كل واحدٍ من إخوتك
في قطرة ما
من هذا الدم…
كل واحدٍ من هؤلاء
يخشى أن يلتقي بأحلامه
وهي تحوم حول مسكنه
ولا تتعرف عليه
أنت، أيضا،
يحدثكَ قلبكَ
في هذا الأمرِ،
يحدثك
عندما لا يكون
سوى لمرآته،
يحدثكَ
عن كهرباء
رحلت عن مسكنكَ.
نقصان
تعرفُ
أن لكَ صوتا،
ولكن لا تعرفْ
إلى أين تذهب به؛
وتعرفْ أن لكَ جوابا،
ولكن لا تعرفْ
أنه مجرد سؤال
موجه لأرضٍ
يجره النسيان،
وتعرفْ
أن منامكَ أوسع
في اليقظة،
ولكن لا تعرفْ
كيف تخيط له
قميصا يُظهره.
ساعة ليست لأحد
في كل مكان
تتركه،
تكون هناك ساعة
ليست لكَ
وليست لأحدْ؛
ساعة
تكون حريصة
على مواصلة دقاتها.
……………….
*شاعر من المغرب