قصيدتان

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

1

سوداء كقدور أنهكها الاتصال بالنار

كأرضية ماتت عليها بقايا دماء أزلية

سوداء تلك الليلة بلا قمر

ولا نجوم

ولا موسيقى

الأخضر يتراجع داخلي

يُفسح باستسلام أخير مُريح

لكل تُرهات التغيير الكاذبة

تمضغني الفكرة القديمة أنني لست هنا

تبعث برسائلها الكيدية لمن يهمه الامر

فلا يتسلمها أحد

لا يفضها ويحك رأسه مُفكراً في موقفي

بل إنه حتى لا يذكر من أنا

فأعود للوحدة التي تنظرني بتشفٍ

تعقد ذراعيها بتحدٍ

وتلوك اللبان بشبق

تجلس مُدلية ساقيها الشمطاوين على كتفي

وتقودني بلجامٍ قوي نحو اللاطريق

أستسلم أكثر فبيننا عشرة طويلة

ورأسي تؤلمني أكثر من وزن ساقيها

أغمض عيني

وأستعد للذوبان الحارق

لموتٍ يشبه نوماً لم أحصل عليه

وحياة كانت تبحث عني كي تتجاهلني

وأعود لفكرتي القديمة

 أنني لست هنا

2

ملقاة كفكرة تافهة

أدخن وأتبع مسارات الدخان الرمادي

ألعن لحظة استماعي لكلمة “أحبك”

ثم أحفر لها خندقاً مخيفاً

لنموت معاً

هل يجب أن أكون طرفاً ملعوناً دائماً؟

أن انحدر ككرة من لهب أو جليد

تكبر وتكبر دون نهاية

آخذة معي كل تاريخي للهاوية

على اية حال أنت تفوز

بعيد وتتنفس مثل رجل قوي

تتنفس كحشرة يجب أن تقتصد في صوتها

لتبقى مختفية

أو كديناصور يعب من الهواء

كمن عرف متى سينقرض

تتنفس أو لا تتنفس، أنت فقط تعرف

كم كنت ضعيفة كي أستوعب طلقة الحب

وأتحول إلي جرح كبير يتعايش

يتنفس مثلك هواء مسموماً

وينتعل أحذية كبيرة

فلا يغوص بكليته في الوسخ

ولا يحرم نفسه من فكرة الاتساخ الحرة

أنت تفوز

لأنني سأكون دوما من تتمرغ في ثقة عمياء

ومن يُسمح لها بالفوران كزبد مخيف على صدري

تزرع لغتك الخاصة عناقيد احتقار

ثم تنزعني مني بلفتة محبة كريمة

وترحل

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم