دعاء سويلم
يوميًا،
كنت أقابل الله وجهاً لوجه
في الحانات
في القصائد
في القبور
في وجوه الأبرياء
والآن..
أسأل عنه في كل مكان
آخر مرّة سمعتُ بأنّه يحبّ أبناء الأثرياء
والشّيوخ
ويكره النّساء المتحررات
وخاصة الكاتبات المكتئبات
يا إلهي،
فقدتُ قدرتي على الكتابة
وسأصبح يتيمة
الطبيب أخبرني بأنّ الآباء لا يعيشون كثيرا
أقصد من هم بجسد أبي
وأمي تسرق الدّجاج من بيت جارنا
تقول هؤلاء أولادي
حينما يموت زوجي؛
لن أبقى بمفردي
المسكينة، لم تعد تميز بين أولادها والدّجاج
كلنا كنا في نومٍ عميق
يوم دخلت غرفتنا
تحمل سكيناً
تريد تقطيع الفخذة والرأس والصّدر واللسان
قلنا بخوفٍ: أماه، ماذا تفعلين؟
قالت: أولادي الدّجاج ناموا بالجوع، أريد أن أطعمهم.
أصبحنا ننام الآن بعيونٍ مفتوحة
هل يمكن يا الله أن تزور حينا هذا المساء؟
…………………………..
إخوتي؛
استيقظت هذا الصّباح دون يد
فتشتُ عنها
تحت السّرير
في حوض المرحاض
في علبة السّجائر
في زجاجة الكحول الفارغة
على الفيسبوك
تحت جلدي
قلت ربما أمي احتاجت إليها
لتطوي الغسيل
أو والدي أخذها لتنهشها
الصراصير في المطبخ
ورش فوقها الكثير من السّم
ليقبض عليها
أو ذلك الرّجل الأرمل
سرقها ليمارس الحب معها
كل تلك الاحتمالات كانت غير صحيحة
هل يدي لشجرة ميتة؟
أين يدي يا إخوتي؟
أنا الآن مثل لوركا:
” أنا لا أتمنى غير يد،
يد جريحة، لو أمكن ذلك.
أنا لا أريد غير يد،
حتى لو قضيتُ ألف ليلة بلا مضجع”.
أرجوكم، إن رأيتم يدي
علّقوها على الشّجرة
هذه كانت مهمتها طوال السنين:
التّلويح
………………………
في الليل..
حتى الله يطفئ الأنوار
في السّماء
الكل يعودُ إلى بيته
وأنا لا بيت لي.
أصنعُ بيتاً بأصابعي
على رأس قلب
فجأة..
تسقط يدي
ولا أثر للمكان.
الساعة الواحدة الآن
أنا بمفردي
والوقت أيضاً
وحتى القبر
أعتقدُ بأنني وجدتُ بيتاً!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة فلسطينية