في مقابر الأحياء

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

شعر : بن يونس ماجن *

كلما هبطت

هبوطا اضطراريا

الى قاع البئر

أدخل في جدل مع ضيف

غير مرغوب فيه

كانني أتجول في سنوات ضوئية

على ظهر سلحفاة

مبتورة الساقين

 

 

أخرج من قبري

وأضع جثتي فوق ضريحي

لكي أعلن رسميا

عن وفاتي

ثم أحضر مراسيم دفني

وأوقع شهادة الوفاة

في غرفة الغسل

بعد أن أقرأ حظي اليومي

في أحداق عرافة الحي

وأكتب وصيتي

لأموات لم يولدوا بعد

 

 

أتأفف من طعم التراب

ومن ضيق الحفرة

ومن النحيب والعويل

وملابس الحداد

غير أن الوحشة تربكني

والدود  حولي  يزاحمني

فأقتات من ملح الغربة

حتى لا أتعفن

 

 

ثمة غراب حزين

يحط على شاهدة قبري

ويحمل تابوتي

ثم يمشي في جنازتي

وأجهل في أي جدث

سيواري سوءتي

 

 

حتى الأموات مهددون بالانقراض

لكن الميت الذي رأيته ليلة أمس

لديه كل شيء

فقبل توديعه  الى مثواه الأخير

كتب على جلد بشري

قصيدة مدح

لحفار القبور

 

 

ومن الأحياء

من يرش الزهور

على قبورهم

وهم قاب قوسين

أو أدنى من فحيح الأفاعي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* شاعر مغربي مقيم في لندن

 

 

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم