أشرب ماء كثيرا
وأحدق في الصباح الخامل
اجلس في أفكاري من جديد
أرتب الكراسي في ركنها المعتم
وأضيء ضوءا شاحبا
اسميه قصيد ة تحلم
ثم أقطعه
وأوزعه على المخاد الصغيرة
افرش بساطا صغيرا لفكرة كبيرة
وأتمدد على الارض في مشهد ختامي
ومؤثر حسب التعابير السينمائية.
استيقظ
أدلف الى النهار الطويل المعتم نصفه
من وزارة الضوء الهارب
والأمان الخائف
أطفالي صاروا ينامون مبكرا
يجهزون أغلفة ملونة
وكراريس رسم
وأقلام ومماحي ومساطر
للعام الجديد
يشمون رائحة الكتب الجديدة فرحين
أبتسم وأفكر
لو حضرت على هذه المناهج
كنت سأعمر في الابتدائي
أربعة كتب للرياضيات .. تصور!
اضحك لطفلي وهو يعدها قلقا
وأكذب عليه :
أنتم افضل منا .. نحن زمان ستة كتب ..!
يبتلع الصغير ريقه
ويهز رأسه حائرا .
حسنا، ماذا جاء بنا إلى هنا
كنت سأكتب في الحقيقة
عن فكرة راودتني في السادسة صباحا
عن عنصر التراب في بلادي
هذا الشره
ظل عبر تاريخه يمص ويمص
هو لايكتفي من الدم
جدتي كانت تقول ترابنا ساخن من البركة
وأنا وجدته أبرد من الثلج
ولا يتدفأ
إلا بالدماء الحارة الفتية
يكرع منها لأجيال طويلة
وعينه على المستقبل
ليس ساخنا ولامباركا هذا التراب
هو ملعون بشرب الدم .
امريكا في الحقيقة
هي ذات التراب الساخن
لا أحد يزعج منام شاعراتها
لاصواريخ ولاخوف على أطفالها
من يومين رأيت جيمس فرانكو في فيلم
يضطر لقطع يده المحبوسة تحت صخرة
فكرت.. ونحن يا حبيبي الجثث بالكوم
يبدو ان جدهم بدعة في البركة
فيما اولياؤنا الصالحون يهددونا من وراء قبورهم
بحفر الدم
والخلاء
والبلاء
والهم .
وعلى ذكر امريكا
اطفالي الذين يحتلون معظم قصائدي
يتفرجون على مسلسلات الأطفال المترجمة
ويسألونني ماما
هل لدينا دزني لاند ؟
هل لدينا بابا نويل؟
متى ستثلج؟
اليوم ختمتها ابنتي التي تبدل أسنانها
ماما هل لدينا جنية أسنان ؟؟
أهلا .. سنفري من وجهي
نحن في ليبيا ياحلوتي
لدينا عفاريت .
___________
2014-09-16