في انتظـاركِ

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

محمود سِباق

في انتظاركِ

أحرقتُ ثلاثين مركبةً،

 ذَبُلَتْ في يدي ثلاثون وردةً

 وأزهرتْ ثلاثون مأساةً،

 

دخلتُ ثلاثين معركةً لا تخُصّني

 وخلَّفتُ ضحايا كثيرين،

هزمني ثلاثون عدوًّا

وأطلق الجنودُ على قلبي ــ وحدهُ ــ ثلاثين قنبلةً،

لامَني ثلاثونَ عَزُولًا ووَشَوْا بي عِنْدَ أَهْلِكِ،

هاجَمَني ثلاثونَ صديقًا

 وعاتبوني على شَوْقي لكِ،

 أنا أعْذرُهم يا حبيبتي

 كانوا وقْتَها بلا تَجْرِبةٍ..

 

في انتظاركِ

مرّتْ الثلاثون سنبلةً والثلاثون قُنْبلةً،

مرّ الكثيرُ والكثير:

مرَّت الوِحْدةُ خائفةً مما فعلته بنا،

والكراهيةُ عاريةً تزحف على بطْنها،

والحربُ باكيةً تَنْعي حظّها العاثرَ،

والسلامُ مُشرّدا بين عُشّ يمامٍ وحَقْل ألغام،

والمَحَبَّةُ تأكلُ أظافرها في انتظار أصحابها،

والحريةُ مُعَلَّقةً من شَعْرِها على باب العالم.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعر مصري ـ القيدة من ديوانه “أبناء القطط السوداء”  الصادر مؤخرًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة 

مقالات من نفس القسم