رحاب إبراهيم
اتفقنا على اللقاء في مكان محايد
فكان البحر
قفزت على صخرة ملساء صغيرة يضرب الموج أسفلها برقة
واكتفي هو بالوقوف
أخرجت علّاقة المفاتيح
بدأ يصفر لحنا شعبيا معروفا
اكتفيت بدوران المفاتيح حول إصبعي
يمينا ويسارا
لم أجد داعيا للغناء
وكنا قد أنهينا تقريبا كل الكلام
عيناه تتشبثان بالشط
وقلبه شارد كشراع
اتفقنا على العودة قبل الغروب
وكنت أنوي تنفيذ وعدي
– كانت الأسطورة تقول إنني إذا لم أغادر قبل المساء فسوف أصبح جزءا من الصخرة
لكن البحر بدأ في التلون بالأحمر ولم أتحرك
كانت قدماي ثقيلتين للغاية
وربما أحببت اللحن الذي يعزفه بلا موسيقا
كيف أتخلص من هذا اللحن وأعود؟
هكذا كنت أفكر
نظرت إليه وكان جسده قد بدأ يشف تدريجيا
في طريقه للاختفاء
مثل خبز مقدس سوف أتناوله
وكان البحر قد تحول للون النبيذ
بدا مندهشا وأنا أغمره فيه برفق
هذا النبيذ المعتق الذي يشبه روحي
اطمئن
إنه لا يؤلم
فقط خدش خفيف على جدار القلب
أصنعه بأظافري
بنعومة ورقّة
خدش خفيف ومحرّق
ولا يلتئم أبدا
لذا ينبغي أن تتعايش معه
تتقبله كصديق جديد
سوف يرافقك طويلا
الآن ساقاي أكثر خفة
وأستطيع العودة في موعدي
بلا تأخير