صفعة مجهولة النسب!

فاطمة الزهراء زيتون
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

فاطمة الزهراء زيتون

كانت كوثر تعلم جيدًا أنها تنتمي لي وأني أنتمي لها، كانت كل الأشياء هادئة قبل أن تتركنا سوسن بلا استئذان، كوثر هادئة مثلي تفهمني وأفهمها وأعلم جيدًا كيف يجب أن تبدو بعد كل مرة أتفحص بها رابطة عنقي، في المرآة خلف الباب المغلق، قبل الخروج، كانت تحديدا هذه اللمعة على الزر الفضي بالحلة، كانت كل التفاصيل الدقيقة التي أعلمها في نفسي جيدًا، هي اللمعة البيضاء التي تجعلني أقر أن دمائي مقدسة، وما تبقى من ليلتي الأولى

بعد أن قررت انتهاك محراب ثريا، فكرت كثيرًا لدرجة جعلتني أفكر بالتراجع نهائيا عن فكرة الزواج، فكرت في البائعات في المساعدات في العاهرات، لكن كيف للقديسة أن تستمتع، للأهمية لم أدرك كم الفقد الأحمر لديها بشكل يحاكي اكتمال القمر الأبيض!!!

كنت أظن أنها من عالم آخر، وأني أتعبد بشكل جيد،

حتى “اغتصبتها” لأرحمها من هذا الدنس!!!

شهور قليلة وتوجت كوثر هذا الاغتصاب بما يشفع،

القهوة أفضل مع دليل التوبة، ورمز البراءة ..

كانت ثريا تصر على إعدادها بنفسها، رغم أنها لا تشربها أبدًا ..

وكنت أرمقها بنظرة سريعة، كل مرة لكي لا أتذكر فعلتي،

أنا مؤمن أنها لا تتذكر أيضًا أي شيء، لكن من فرط الألم،

نعم لقد قرأت عن هذا، إنه النوع المفضل لدينا من كرب ما بعد الصدمة، إن ألمها يغفر لها أيضًا، وأعلنت كوثر ملكة بعد أن تأكدت من أن الماء الأزرق بالقديسة لا يكدر أبدًا، وإن استقر أبد الدهر بلا نسمة تحرك موجة واحدة، إنها لا تبالي بسرقة بعض الألقاب، وهي تحاكي العرش، الذي يستقر عليه رحمان مثلي، أنا متواضع وكوثر تعلم ذلك، وثريا لا تبالي بأكثر من نظرة رضا عن عناقي لكوثر،  هذا العناق لكوثر الذي استفز سوسن لدرجة جعلتها ألقت بصبارة ثريا من نافذة الطابق الثامن،

صفعتها على وجهها دون وعي بأن صبارة ثريا لن تبالي كما كانت ثريا دائما، مؤكد الصبارة كذلك، الندم لم يسعفني، لم تكن لي توبة كتلك سابقة الذكر مع ثريا،  وكل ما في كوثر ضاق إلا حدقتيها!!!

حملت كل شيء مع بذوري الساكنة فيها بلا حركة كماء ثريا ورحلت سوسن، وسوف أعترف أني رأيت سوسن زهرة وردية لذيذة لدرجة جيدة، على شجرة في حي هادئة أيضًا، كنت أحب الهدوء، خطتي لاقتصاصها نجحت، لكني تخيلت كل شيء معها، إلا أنها ستنبت جذور جديدة، كانت المزهرية غير كافية، رويتها بالمسك الأسود، لكن بلا جدوى، أردت تغير بسيط بلونها قبل أن تتمدد جذورها، تعديل جيني بسيط، لفظت معه روحها مع صبارة ثريا، إني أجدد توبتي الآن في محراب آية، بعد أن عانقت كوثر ونعتتها “بأميرتي”، تحديدا عندها زحفت بسمائي لتقتلع كل السحب، أو ربما أمطرت، لكن ما تأكدت منه هو خواء تصطك له أسناني وهي على حافة هذا المربع الساتر للأرض وأنا على الطرف الآخر، تجمدت كل الأشياء لدرجة الانصهار، وعقدت اتفاق مع الأميرة الصغيرة في ركنها الصغير، أن كل منا سيأخذ لعبته ليستريح، نعم ظننتها لعبة حتى صفعتني معلنة نفسها “الملكة” ..

اختلط الصوت ..  صوت الصفعة، بصوت رزع الأميرة للباب ..هذه المرة كنت أسبح أنا بعين مسبلة في الأحمر،رغم زرقة السماء، صفعة مجهولة النسب.

 

مقالات من نفس القسم