فرانسوا باسيلي
أحضرت كيتي القهوة للزبون الوحيد في المطعم خافت الأضواء والساعة بعد الواحدة ليلاً، نيويورك مدينة لا تنام لكن المطعم في أحد الشوارع الجانبية ولا يكون مزدحماً سوي في فترة الظهر للعاملين الباحثين عن وجبة سريعة نوعاً، وفي المساء لمن يريدون وجبة غذاء كاملة أو أن يجرع بيرة أو نبيذ حتي حوالي العاشرة، ثم يتناقص الزبائن ولا يدخل سوي رجال قلائل ممن يعملون ليلاً أو يسهرون كثيراً، راح الرجل يرتشف القهوة ببطء وهو ينظر إلي كيتي من وقت لآخر نظرة أفشت نوعاً من الإعجاب الجريء ولكن بلا وقاحة.
كيتي امرأة وصلت منتصف العمر دون أن ترتبط بأحد بعد علاقات فاشلة لم تؤد إلي شيء، لها وجه به بعض الصرامة، ينضح بالعزيمة والجمال الطبيعي الهاديء وربما بوعودٍ خلابة لمن يستحقها، تتحرك بسرعة من يعرف دائماً أين يريد الذهاب، وبقوة من يعرف دائماً لماذا يريد الذهاب إلي هناك، وقد منحتها حركتها الدائبة في عملها بالمطعم جسداً متماسكاً متناسقاً قوياً، لا يحاول إخفاء قوة قسماته تواضعاً ولا يبالغ في إظهارها إبتذالاً، فتبدو كل خطوة منها إعلاناً عن حضورٍ قوي للحياة في شخصها، وتعبيراً عن عطاء الوجود من منحٍ ربانية من صحة وجمال، منح تبدو مجانية لكن وراءها ثمناً هائلاً مدفوعاً من الجهد والحركة والعزيمة وكرم العطاء الذاتي الجسدي والروحي معاً، عطاء تمنحه كيتي للآخرين بلا تحديد بعملها في المطعم.
لكن الحضور الحي لجسدها وروحها يظل حضوراً مجانياً ليس له من محبين ولا مقدرين ولا راغبين في دفع ثمنه المستحق، كأن بدر السماء بلا مشاهدين من العشاق، كأن ورد البساتين بلا زوار معجبين يتنسمون العطر والأريج فيشعر الورد بجدوي الحياة وفرح العطاء وحزن الذبول بعد عمر طويل أو قصير، فهي تعمل لسنوات في هذا المطعم والبار الصغير الذي يتوسطه، تسارع لتلبية طلبات زبائن معظمهم من الرجال متوسطي الحال، مجهدين ومأزومين في معظم الأوقات، يحملون آثار أقدام المدينة علي أجسادهم ووجوههم، يميلون للوحدة والإغتراب والإحباط ويمضون الوقت يجرعون البيرة أو النبيذ الرخيص مستغرقين في متابعة رياضة لا يلعبونها فقط يفرغون فيها شحناتهم العاطفية التي لا تجد منفذاً آخر للإنطلاق والتحقق.
المطعم صار بالنسبة لها أقرب إلي السجن، مكان ليس جميلاً ولا مثيراً لكنه يمنحها ما يكفي من مورد للعيش في شقة صغيرة في حي متواضع، مع ما يمنح من زمالة للعاملات الأخريات، وهن أقرب إلي الصديقات، فحياتهن متشابهة يتبادلن الأخبار عن الإنتصارات والهزائم اليومية الصغيرة، الكبيرة من وقت لآخر، ولا يمضي يوم دون أن يمنحها أحد الزبائن بعض التعويض الرمزي عن المفقود في حياتها بكلمة إطراء سريعة أو نظرة تعاطف أو تجاذب جسدي لا تمانع في تقبلها ومنح ما يعادلها ولكن علي مسافة دون عناء علاقة حقيقية طويلة بما تتطلب من حهد ومشاق العيش المشترك.
ورغم رضاها عن حياتها بشكل عام لأنها ليست من النوع المتذمر المحتاج دائماً، كانت كثيراً ما تسأل إن كان هذا هو كل شيء، إن كان في الإمكان أبدع من هذا الذي كان لها ويكون كل يوم بيوم، أليس من حقها أن تطلب شيئاً أجمل؟ أكبر؟ أفضل؟ أعظم؟
أشار الرجل الوحيد في المطعم إلي كيتي أن تحضر فاتورة القهوة التي لم يطلب سواها، فأحضرتها، ثلاثة دولارات وبعض الفكة بسبب الضريبة المضافة، فأخرج ورقة مئة دولار وأعطاها لها قائلاً احتفظي بالباقي، نظرت كيتي إلي الورقة بدهشة وتردد، وهي تفكر أنه في الأغلب إعتقد أنها ورقة بعشرة دولارات، فقالت له.. هذه مئة دولار، فقال لها، نعم أعرف.
أخذت كيتي الورقة ببطء وهي تمعن النظر في الرجل محاولة كشف غرضه، فليس معتاداً أن يعطيها أحد مثل هذا المبلغ فوق المطلوب دفعه، كان الرجل يرتدي نوعاً من الملابس المختلفة، لا هي رسمية متحذلقة ولا هي سبورت تماما، هي بين بين، لكنها ملابس مميزة منحته مسحة من الوجاهة والهيبة التلقائية، وكأنه كاوبوي من المدينة وليس من رعاة البقر، كان طويلاً بعض الشيء، يتكلم ببطء وهدوء، كالواثق من أن كلماته لا تحتاج إلي تأكيد أو وعيد، ذهبت كيتي ووضعت ورقة المئة دولار في خزينة الحساب، ساد الصمت فترة.. وإذا به يقول لها، أخرجي معي نقضي بقية الليلة في المدينة الساهرة.
لم ترد كيتي عليه مباشرة وقد بدأ يساورها بعض القلق رغم تعودها علي نوعيات مختلفة من الزبائن علمتها الأيام كيف تتعامل بحزم معهم فتقطع عليهم الطرق المعوجة، لكنها في الوقت نفسه تعرف أن نيويورك مليئة بأشكالٍ وألوان من البشر، وبعض الرجال خاصة ممن يجوبون الليل يعانون من نوازعٍ وحاجات شتي، وهم في صراع دائم للإستمرار علي قيد البقاء تحت ضربات المدينة التي تطلب لكل شيء ثمناً فادحاً، خاصة لو كان هذا الشيء بعض الرحمة أو الأمان، أو حضناً دافئاً لا يجده غريب أو فقير أو سكير لا يعرف كيف يخرج من طاحونة نفسه الأمارة بالجوع ولا يجيد لغة التعامل الأنيقة التي تطلبها نيويورك كقناع من المساحيق الملونة تخفي به غضون وجهها الطاعن في القسوة وجشع الإلتهام.
تمتلئ المدينة بشذاذ الآفاق من كل لون وجنس، ويزيد اختلاف الثقافات من إحتمالات سوء الفهم خاصة بين حديثي الهجرة ممن لم يستوعبوا بعد عادات وتقاليد نيويورك شديدة الصرامة واسعة الحرية في ذات الوقت، خلطة تذهل المهاجر الجديد فيتخبط وهو يحاول فهمها والتعامل معها، وكثيراً ما يسقطه تخبطه في مواقف وعلاقات تؤدي به إلي كارثة مؤقتة أو دائمة، أو إلي سجن من سجون أمريكا التي تفوق عدداً معظم سجون الأرض.
لكن الرجل لا يبدو غريباً عن المدينة، رغم غرابة ما يرتديه، فلكنته وأسلوب كلامه يدل علي أنه من نيويورك.
لم ترد علي طلبه لفترة .. ثم قالت في إعتذار لم تصدقه هي نفسها .. لا أستطيع أن أترك المطعم.
نظر الرجل حوله وأشار إلي المقاعد الخالية قائلاً لا أحد هنا غيري، إغلقي المكان وتعالي نسهر معاً في ليل المدينة، فالمدينة كلها لنا.
دهشت لعرضه وإصراره.. وتمهلت فترة، هي عادة تغلق المكان في الثانية صباحاً، أي بعد نصف ساعة من الآن، وهي ليست صاحبة المطعم لكنها تعمل به منذ سنوات وأصحابه يثقون بها، دارت حياتها أمام عينيها كفيلم سريع لكن بلا أحداث مثيرة، فيلم لا يستحق المشاهدة، يخرج المتفرجون عليه من صالة العرض بعد ربع ساعة لكونه بلا حبكة درامية، لا غرام وانتقام، لا حب ولا حرب، لا عشق ولا فسق، لا كوميديا ولا دراما، لا دم ولا دموع، فقط خدمة العملاء في المطعم كل يوم، ثم عودة إلي غرفة خاوية للرقاد مرهقة في فراش لا تحضن فيه أحداً، العلاقات المحدودة التي كانت لها مع رجال انتهت نهايات غير سعيدة، نهايات ناقصة، غير مشبعة، وأحياناً مريرة، حتي لم تعد ترغب في المزيد منها، فيلم ممل سينتهي بنفس الملل والرتابة التي بدأ بها، فلا لوم علي من يخرج منه قبل اكتماله.
لم تدر كيف وجدت نفسها توافق علي أن تقوم بهذا الفعل الخارج عن المعتاد وتقبل عرض رجل غريب لا تعرفه، فسمعت نفسها تقول وهي لا تكاد تصدق، أوكي، سأغلق المكان وأخرج معك.
……………..
أطفأت كيتي الأنوار وأغلقت باب المطعم وخرجت خلف الرجل الغريب، متوقعة أن تكون سيارته قريبة، لكنها فوجئت به يمسك بلجام حصان أبيض ويفكه من حول العمود الحديدي علي الرصيف ويقوده هابطاً إلي الشارع، مشيراً لها أن تمتطيه، وضع قدمه اليمني علي موضع القدم ثم طوح بقية جسده وساقه اليسري حول ظهر الحصان ليجلس فوقه معتدلاً رافعاً الرأس مشيراً لها أن تعطيه يدها.
كانت دهشة كيتي بلا حد، فقد كان وجود الحصان مفاجأة بالغة الغرابة لها، بالطبع تعرف أن نيويورك تسمح بتواجد الخيول خاصة لعربات الحنطور المرابطة بمدخل حديقة السنترال بارك لتأخذ السياح في جولة في الحديقة وحول وسط البلد، كذلك كان رجال البوليس المحلي إلي وقت قريب يظهرون راكبين للخيول، لكنها لم تتوقع إطلاقاً أن يدعوها رجل للخروج للسهر معه علي ظهر حصان.
مدت ذراعها له فرفعها بقوة لتستقر علي ظهر الحصان خلفه، وتحرك الحصان فلم تستطع سوي أن تحتضن الرجل بذراعيها حتي لا تسقط، ما أن لفت ذراعيها حول وسطه حتي سرت بجسدها رعشة خفيفة لم تشعر بمثلها منذ فترة طويلة، بل لعلها لم تشعر بمثلها من قبل قط، رعشة حملت لها وعداً لحظياً بلذة مفقودة وإثارة كأنها دعوة لدخول عوالم خفية تعتمل بالسحر والدهشة، أغمضت عينيها واستسلمت لرحلة كأنها خيال يمرح بها في شوارع نيويورك التي تعرفها جيداً لكنها الآن تراها لأول مرة في هذا البهاء الغريب المحفوف بلذة مغامرة ليلية فريدة عامرة بأغاني الرغبة وعويل مجاعات الجيتارات في البارات القديمة.
أخذها الفارس المجهول في جولة داخل السنترال بارك ذات المصابيح المضيئة الخلابة، فكانت الأضواء تنعكس خيوطاً مرتعشة من فضة قمرية متلئلئة في البحيرات المتعاقبة التي يمرون عليها، كانت تعرف أن بالحديقة عدة بحيرات لكنها لم ترها من قبل بهذه الكثرة وعلي هذا البهاء ترتع في كل هذه الاضواء، هل أضافوا بحيرات جديدة؟ هل أقاموا أعمدة مصابيح جديدة فاشتعل الليل بأنوارٍ ملونة لم تعرف مثلها من قبل؟ ولم يكن بالحديقة أحد فالساعة الآن تقترب من الثالثة، الهدوء يخيم تماماً والبيوت والناطحات علي جانبي الحديقة تتلألأ في البعد فمعظم ناطحات نيويورك تترك أنوارها طوال الليل لتؤكد دورها كالمدينة التي لا تنام، الهواء يلفح وجهها ببرودة منعشة تزيد من رعشة جسدها الذي لا يكاد يهدأ حتي يعود للإرتجاف وكأنها في فعل نشوةٍ كانت مكبوتة من زمن ثم انطلقت كمياه نهرٍ يزحف مقتلعاً ما أمامه من سدود حجرية فتسقط أمامه ليجرفها إلي البعيد.
يتواصل إنطلاق الحصان براكبيه في ليل المدينة حتي لم تعد كيتي قادرة علي رفع رأسها فأسندتها علي ظهر فارسها الذي لم يكن يتكلم، مكتفياً بإن يشوح بذراعه إلي ما حوله من وقت لآخر، وكأنه يقول لها أن كل ما حولها ملك لهما لأنهما عشاق الليل يمنحهما الليل ما لا يمنح النائمين، وحين لم تعد قادرة علي فتح عينيها، راحت في سبات جميل.
عندما فتحت عينيها في الصباح التالي وجدت نفسها عارية في الفراش، استغربت فهي لم تنم عارية منذ سنوات،حتي نسي جسدها متعة ملامسة الفراش المائل للبرودة التي تبعث بنشوةٍ ورعشةٍ تمهد لاندلاع الحاجة إلي دفء الرغبة، وكانت الشمس تملأ غرفة النوم الواسعة بفرشها الحرير الوثير، والحوائط الزجاجية حولها تكشف لها عن مدينة نيويورك تحت مدي نظرها، فهي في أعلي طابق في ناطحة سحاب في وسط البلد في شقة يسمونها البنت هاوس، وتري المياه المحيطة بجزيرة مانهاتن من كل جانب علي البعد، كما تري تمثال الحرية في جزيرته الخاصة وسط البحر، ابتسمت في لحظة سعادة مفرطة كطفلة حظيت بلعبة جديدة وهي تفكر كيف وصل جدها المهاجر من ايرلاند إلي هذه الجزيرة وكيف لابد أنه إمتلأ فرحاً وهو يري تمثال الحرية هذا، بما يحمل له من وعود خلابة بحياة مليئة بالبهاء والثراء والنساء كما يحلم كل المهاجرين، ليت كان في إستطاعة جدها أن يري حفيدته تتمرغ في حرير الفراش الوثير في البنت هاوس الهائل الجمال في أعلي شقة بأعلي ناطحة سحاب في نيويورك، ليته يراها تحقق أعظم أحلامها، بل أحلامه هو نفسه التي لم يستطع تحقيقها حين مات بعد سنتين فقط من زواجه بجدتها الإيطالية التي تعرف عليها في مصنع الملابس الذي كنا يعملان به، وكانت لديها صورة يتيمة واحدة لجدها يحمل أمها الطفلة ذات العام الواحد علي ذراعه قبيل وفاته بقليل، وكان قد مات مقتولاً حين أصيب بطلقة رصاص كان المقصود بها أحد رجال المافيا لكنها أصابت جدها بدلاً منه.
لم يكن حظ أبيها وأمها في تحقيق أحلامهما أفضل من حظ جدها المقتول برصاصة خطأ، تذكرت طفولتها الشقية الصعبة بابتسامة حزينة لكن راضية مثل رضا أغلب الفقراء بحياتهم، سألت نفسها إن كان الفقراء أكثر نبلاً من الأثرياء، وسرعان ما نفضت عقلها من مثل هذه الأفكار غير المجدية، تمطعت وهي تلقي برأسها مرة أخري علي الوسادة تستعيد في دهشة بعض ما تتذكر مما حدث لها، وكانت أحداث الليلة الماضية غائمة متداخلة، تتذكر رجلاً يدعوها لليلة مثيرة في المدينة، وتتذكر حصاناً وحديقة، وتشعر أن جسدها يتذكر لذة عارمة غامضة المصدر غمرتها في هذا الفراش، نشوة مرتعشة جارفة هابطة كسيول من أعالي جبالٍ بعيدة أو من داخل بركان في أرضٍ بكر لعلها هاواي أو الهيمالايا، تتذكر رجفة عصفت بجسدها كزلزال يعصف بمدينة فيفجر بناياتها ويقذف بأجزائها بعيداً، دهشت كيف أمكن لجسدها أن يتحمل ما حدث وهو لا يكاد يتحمل ذكراه حين تتذكره، ليست لأنها تبدو أنها رقدت مع رجل فقد فعلت هذا من قبل ولكنها الآن تشعر بمشاعر مختلفة تماماً، كأنها حواء في أول أيام وعيها بالحياة تمنح الرجل الذي لم تعرف سواه تفاحتها الحمراء الشهية، كأنها لأول مرة تكتشف معني أن تكون إمرأة، وتكتشف معني أن يختطفها فارس فارع قوي ويجري بها بين الحدائق والبحيرات، تكتشف معني أن تعشق رجلاً حقيقياً عشقاً حقيقياً، وكيف أن هذا يختلف عن كل شيء آخر، كل شعور آخر، كل رغبة وكل فرحة وكل بكاء وكل شقاء آخر.
قامت من الفراش وراحت تتجول في الشقة في حيرة محاولة تذكر أو فهم ما حدث، فلمحت ورقة علي منضدة بجوارها، وكلمات تقول.. كانت ليلة جميلة بوجودك، كان لابد أن أخرج لمهامي الخاصة، خذي وقتك في الشقة ثم إغلقي الباب خلفك بعد خروجك، تأكدي أنني سأجيء مرة أخري لزيارتك في المطعم لنكرر سعادة الليلة الجميلة، كل المحبة.
خرجت من الشقة قرب الظهيرة ووجدت أنها غير بعيدة عن المطعم الذي تعمل به وحان وقت بدء دورة عملها فدخلت لتجد صاحب المطعم الذي حياها كالعادة ثم خرج، وصلت زميلاتها الخمس تدريجياً للعمل معها، وقبل انصرافهن المعتاد في التاسعة مساء كانت قد حكت لهن ما حدث لها في الليلة الماضية بكل تفاصيلها، استمعت لها زميلاتها الخمس بشوق وشغف وكأن ما حدث لها حدث لهن، ما عدا واحدة أبدت شكوكها، قالت ربما تهزئين بنا، أو ربما كنت تحلمين أو أصابتك لوثة، لكن الأربعة الباقين نهروها قائلين كيف لا نصدق زميلتنا، ثم ما الغريب فيما حدث إنه شيء ننتظره ويمكن أن يحدث في أي وقت لأي منا، فسكتت الزميلة حتي لا تتهم بالغيرة والحقد علي زميلتها، وقالت ضاحكة.. علي العموم هنيئاً لك ما حدث.. ليته يحدث لي أيضاً.
مرت أيامٌ، ثم أسابيع، ثم شهور، وكيتي تنتظر أن يجيء الفارس الغريب مرة أخري إلي مطعمها ليأخذها علي حصانه إلي السنترال بارك في ليلة من اللذة النادرة والسعادة المدهشة، لكنه لم يظهر.
كانت الزميلات يسألن كل يوم فتقول لم يأت بعد، لكنه سيأتي قطعاً في وقت قريب، فقد وعد وهو لا يخلف الوعد قط.