عبد العزيز دياب
ربما كان الرجل الواقف في مواجهتك غير حقيقي، ربما كان صورة تشبهك بنفس طولك وعرضك، طموحك وانكسارك، تتذكر أنك من رسمتها ولا تعرف متى كان ذلك، كثيرون وقتها شكروك مهنئين قريحتك، انظر إليها ملياً لتكتشف أنها ملطخة بالجروح، اللون الأحمر يشاكسه الأصفر، يشاكسه الأزرق، والأسمر، والبرتقالي، وتكتشف أيضا أنك تتماوج كسمكة في وقفتك هذه وأنت تعزف بساكس، تستغرق مع النغمة، تتذكر رغم حضور النغمة وعذوبتها أنك ما عزفت يومًا بآلة موسيقية.
انتبه فذلك الرجل/الصورة/شبيهك يشر الدم من جراحه قطرات، تهبط قطرة وراء قطرة كصنبور فاسد، لا تفعل شيئا، لا تندفع إليه لأنك سترتطم بجدار من زجاج، جدار شفاف مخادع لم تكن تعرف أنه بينكما، لا تفعل شيئا، العب فقط بالساكس كسمكة حتى تغيب وتنتابك صرعة كصرعة درويش، وعندما تستيقظ لن يكون الساكس بحوزتك، إنما يلعب به الرجل/شبيهك وقد طابت جروحه عن نزيف الدم، وتكتشف أن بك أثرًا من لزوجته.