رسالة

رسالة
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

أدخل إلى الإيميل يوميا، أنتظر رسالةً لا تأتي، ليس ثمة عامل بريد أتهمه بالإهمال، أو أشك في أنه ناب عنّي، فتحَ الرسالةَ، وردَّ على مُرْسِلِها أو مرسلَتِها منتحلًا شخصيتي، كتبَ أشعارا ووقّعَ باسْمِي، وعدَ حبيبةً تريدُني برحلةٍ إلى مدريد أول الصيفِ القادمِ، أو يقُبْلَةٍ طويلةٍ كلَيْلَةٍ شتويّة، وضَمَّةٍ مثل صَوْتِ مُبْتَهِلٍ، خاشعٍ وقويّ، أقول ربَّمَا هو الأثيرُ، مرَّ بقربِ بحيرةٍ فاقتنصتْ سمكةٌ قافزةٌ رسالتي ، وابتلعتها في سلام، أو بقرب شجرةٍ، فعلَقتْ الرسالةُ بها، مثلما يعلقُ منديلٌ فرّ من بلكونةٍ، ولم تدركْهُ الصيحاتُ، أو ربما هو المطرُ أسقطَ الرسالةَ على الأرضِ، فاختلطتْ بالماء والطين، وداستها الخرافُ في طريقِ الحقلِ، والأطفال في طريق المدارس، فنبتت وردةٌ تهتفُ باسمي، وتبكي، هل استطاعَ أحدُهم سرقةَ إيميلي؛ يقرأُ ويردُّ ويحذفُ فلا أشعر بالأمر، أنا أدخلُ كلَّ صباحٍ وأنتظرُ على أيةِ حال، ربما تصلُنِي رسالةٌ من عامل البريد الذي انتحل شخصيتي، متأسفا على ما فعل، أو رسالةٌ من السمكةِ داعيةً لي، أو من الشجرةِ مواسيةً ومربّتةً، ربما وصلتْنِي الوردةُ، أو صورةُ السارقِ وهو في طريقه إلى المشفى النفسي، وقد أهلكه الحزنُ والندم، أنا أنتظر الرسائل صباحا، أنتظرها ولا شيء يأتي ..!

 

مقالات من نفس القسم