رسالة السرّ والبلايا

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

سليم هاشم *

صاحب السرّ أنتَ

وحياتك رؤيا شاعر ضال

لك الكلمة الناعمة

وفي عينيك تيه النجوم

وبيتك الألم الذي لم يشعل الرائحة

ولا استراح فيه الطيف

لك السرّ

ولك النهاية

ولك البحر الذي يبكي

في صلاته.

السرُّ أنت وهو صاحبك

وربيعك كتاب الخطيئة، والنار لغتك الثانية ترثي بها الوادي

وأنت العين التي تطوف حولها الريح

تضيء في كتابك الأغاني ، والبلايا الصامتة والجروح المضمرة

وفي عينيكَ التي تضلك

سرّ يُضل العقل

لم تكن لتصمت

أمام الأطفال

بل تنشد التنهيدة ، نسمة الحيارى الباردة

وتشعل الذهب، صباح تراب الحالمين

ومواهبك الظهيرات الصامتة،

وسيرتك العطش،

وليلك الجمال

أنت الطين

وإلاله الذي يستريح في القلوب المضطربة

اليد التي تريق الخمر أنت

على الكلمات الوالهة

بهجة الأطفال أنت

وهم يغنون عن الدَلال الأبدي للشجرة

فتلوّن لهم الشموس.

رأيتَ الربيع .. والساقي الذي يلاعب الكؤوس

رأيتَ المرح وهو يقبل النوافذ

رايت الأقمار وهي تعلَّق

رأيتَ السرّ وهو يظهر في المرآة

والأغنية الليلية تتوهج رأيتها

ورأيت الله وهو يرمي الشجرة بسهم.

في المدينة أوهمتَ الناس أن القمرَ زهرة

والحرير تحت المطر

امرأة تتنفس

والشارع صامت ، صوت يتخفّى

روحك كانت السرّ

ولم ترَ الينابيع، كرستال الصحراء تلك

كما لو أنك إله سعيد

تقلِّب الشعراء بين يديك

وبهجتك الشِعر الصافي الوجه

ولمستك حديقة عقيمة وصحراء تزهر .

السرّ وحده يُقلق النبي الحزين .. يا لها من حمامة بلا مكان قصيدة السرّ هذه

والبلايا من تطهِّره .. يا لها من سماء حائرة قصيدة البلاء هذه

وأينما كنتَ كان

النهار أرجوانيا

وكان الكلام المباح رؤيا

السرّ أنت .. والقصيدة التي في المعنى

ونشيد الماء

وصراخ السفن التائهة

أنت السرّ الذي من دم وطين

من سحر

وأحلام

عاطفتك وردة عمياء

وجنونك برية ضائعة.

تسقط برعمة

فيضيع طريق

وتهوي شعلة من قلب شاعر

فيصير الوصول

جنونا

وحاشية ثوب خادمتك المبلل بالدم

وجرَّتها التي هي من علم الهواجس

الدليل على الليل والنهار

على دم الملائكة فوق نحرك

وعلى الجنون وعلى الوصول

وعلى الكتاب التائه وهو يحتضن لؤلؤة تفضي إلى ثقبها

فتنثر الأسرار

مصابيح ليلية ،

والعباءة التي على الأرض

تكسر التاريخ

فيضطرب وقتك ، فتنادي :

أنا ابن البلايا

أنا ابن التيه

أنا ابن الوحشة

أنا ابن البكاء

وتصرخ روحك:

أنا المدينة

وانا الضفة

والشمعة المغرمة بالظلال.

رائحة بحيرة منسية

تشبه الأغاني

هذه الأسرار

وصباحاتك التي تشبه البلايا

خيالنا

حَماماتنا

أصابع غموضنا،

والصخرة التي برائحة السعادة

والأغنية العاشقة في فم الأفق

هو ما تكتبه من أسرار ، وتكشفه من نوائب

ما توهم به الريح

ما تخطه على وجه الماء .

لدمك

لسرك الأخير

وهو يناجي الربيع

الدم الذي هو وردة من ضوء

والسر الذي هو زجاج من غموض

يجتمع لديك الشعراء

والجزر

والقمر المسحور

وعاطفة أشبه بالوحي

ومدينة لا تخاف

والتين هذا الزيتون ترنيمتك الأخيرة

تقف وحيداً ،

تنظر في الحقيقة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

شاعر عراقي

[email protected]

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم