يوسف اسنيدل
كلُّ الذين سلختهم لا يعرفونَ ما اسمي
ولم يروا وجهي بلا قناع
والآن بعد ألفِ عامٍ في خدمةِ المجازرِ
فقط أريد أن أنام،
لا شيء غيرَ أن أنام
لكنِّي فورَ ما انطلقتُ هارباً برأسي،،
لأعبرَ بوابةَ التفتيشِ في المنام
صحتُ مثل قاطرة،
تباً لهذه النسيّة،،
فهناك من رآني فوق ظهرِ شيخٍ
أسابقُ الحراس
حتى إذا ما فزتُ مثل كل مرةٍ ،،
جعلتهُ سجادةً في مدخلِ الحمام
هناك من رآني فوق مكتبي،
أضاجعُ امرأةً صغارها من حولي يلعبون
لقاءَ ضمَّة لزوجها الذي في الغرفةِ المجاورة،
أكلتُ خصيتيهِ،
ونحتُّ لوحةَ انتصاري في قفاه
هناك من رآني؛ انهبُ من أبٍ عينيه،
كي يحضنَ أعزَّ ما لديه،
طفلهُ الذي قبل انتزاع حلقهِ،،
لهونا بالأسياخِ في صِباه
هناك من رآني في غرفةِ التشريح،،
أقشِّرُ بالحربةِ قلوبَ الدُّمى الحزينة
والعالم في قبضتي،،
كأنني فرعونُ يوم الزينة،
كأنني خلاصةُ الإله؛ في الأرضِ والسماء
هناك من رآني ساجداً،،
أطلبُ الفردوسَ لكلِّ هؤلاء
وألعنُ السياسةَ،
وألعنُ الطغاة
وأقسمُ بأنه في كلِّ مشهدٍ أديتهُ،،
كان قد رآني الله؛ لكنِّي لم أراه.
…………………
* من كتاب رسائل إلى مانشستر لن تصل أبدًا