لنعيد تصفيف شعورنا كما يجب
حتى نسهل الأمر على وكالات الانباء
التي تحاول أن تثبت للعالم أجمع
أننا بخير تماما
وأن على الناس أن يلتفتوا
للثقوب السوداء،
مواسم الجفاف
وأنواع الحيتان المهددة بالإنقراض
بدلا من أن يثيروا ضجة كهذه
لمجرد أن بلدة صغيرة
شطبت من على الخارطة..
لحظة من فضلك
أيها العالم
أعطنا بضع دقائق
لندهن المساحيق فوق وجوهنا المدماة
لننفخ الروح في جثثنا المصلوبة
جثثنا المعلقة فوق أعمدة الإنارة
من أثر الانفجارات..
لنبحث عن أيدينا المبتورة
ونلصقها على عجالة بأجسادنا
كي لا يهدر العالم
دقائقه الثمينة
في اطلاق الشجب والاستنكارات من اجلنا
لحظة ايها العالم
لنخبئ مهاجرينا تحت اسرتنا
لنعيد اطفالنا اللجئين الى ارحامنا
لنطلق خيامنا كبلالين في الفضاء
لنطلب من جيراننا
الطيبين جدا
اشقاءنا العرب
أن يخبئوا مأساتنا
أوانينا المنزلية
وثيابنا الرثة
في خزاناتهم الفارهة
لدقائق
دقائق فقط..
حتى لا يتنسن لممثلات هوليود الأنيقات
أن يلتقطن صورا للمباهاة
بجانب أطفالنا
أطفال العالم الثالث
وهن يتركن مسافة واضحة
بينهن،
وبين اجسادنا
النحيلة، والقذرة…
لنختبئ في حجر أمهاتنا ولتختبئ أمهاتنا في حجر أمهاتهن كذلك
وهكذا
علينا أن نختفي قليلا
كي يتسنى للعالم أن يلتقط صوره ضاحكا
حتى لا نظهر كندبة على جبين العالم
كبقعة قذرة على ياقة ملابسه
الأنيقة، والمرتبة..
حتى لا يأخذ العالم وقتا طويلا
في اختيار زاوية التصوير المناسبة
التي تظهر ملامحه..
أقل قبحا.
حتى لا نزعج صباحاتك
بأخبار موتنا
العاديّ والمكرر..
علينا أن نذهب إلى قياماتنا بهدوء..
عل مآسينا أن تختفي
كفقاعات صابون في الهواء
حتى يكون بوسعك..
أيها العالم
أن تظهر ضاحكا
في صورك كلها
دون أن تقلق
من أن تطلّ بناتنا
من محاجرك..
داميات وباكيات وحزانى..
أو أن ينطلق سهوًا
أحد أطفالنا
– المكومين وراء الستار–
راكضا..
خلف حشرة أو قط بريّ
وهكذا
ويا للأسف..
سيظهر بكل بشاعته..
أمام الكاميرا
سيفسد على العالم الأنيق..
حفلته.