عبد الرحيم حدا
لا أحب غير الأشباح
وبيت شممت فيه فراق أمي
لم يُراع أهلها
أني استرقت النظر لقفطانها الأخضر
وسروالها الفقير
وحاولت ألّا أرى، أن الثياب تدل عليها
وحاولت أن ألا أصدق أن وراء الشيب الأحمر
كارثة تتدحرج
ساقها فيض وادي القضاء
غولة كلما قطعت رأسا نبت لها ألف رأس
كم هو مقيت هذا العالم
وعبثي..
كحتمية البول في انتشاء الرّاح.
أما ما يدب على الأرض
فقد سئمته …
أسخر من أغاني الحب
التي يرددها صوت البلهاء،
أنا عنكب طور مجازه
لم أعد أريد هذي الأنثى، المصيدة
لا أريد الفناء..
كم أهرقوا من وقتهم..
لا أطرب إلا لصوت الملاحم
لا حقيقة إلا للسّراب كالشراب.
كم أضاعوا من جهدهم
أيها الشعر..
عد إلينا زيرا سالما
لتنقذ البشرية
من نفسها
المتوحشة.
حبَلَتْ؛ قصف الرعد، فرقدتُ في رحمها دهرا طويلا، ربما عشر سنوات، ثم بُعثتُ وأنا أبلغ من العمر عُتيا؛ هكذا كان طفلا يكتب الشعر ويتأمل في التفاصيل، وهو ينتشي بالأيادي التي تلوح به، مستقبلا والده الذي عاد من البيت المقدس، بعد أن باع بيوته ليستطيع إليه سبيلا.
ويسف عمر السنوات وكأنه يسف التبغ،
لولا غناء الراعية- حَدْهُم- خبأت له الأهازيج في شوك النخل، في خيمة الوبر، ورددت لازمتها:
“عبد الرحيم يا بْريريدْ خْماسي
نْعَمْرو بِيديّا، ونْفَرْغو فْ كاسي.”
..
تماما..
كما أحبتني تْلايْتماس التي لم تعشق إلا النخيل
تلايتماس التي كنت أحبها وأحب جريدها، كان يستند على باب من جدوع النخل.
ما أحن دارتها ، ذات سقف من أعمدة النخيل.