تقنية تحويل الأحلام إلى هايكو

موقع الكتابة الثقافي uncategorized
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

عباس محمد عمارة

“تقنية جديدة”

تقنية تحويل الأحلام إلى هايكو: هي أسلوب جديد يلتقط الصور والأفكار والأحاسيس التي تحدث أثناء النوم ويحوّلها إلى هايكو، يهدف إلى التقاط اللحظات الحلمية وتحويلها إلى هايكو، مستفيدًا من منطق الأحلام الذي يتجاوز القوانين الفيزيائية والتفسير العقلاني. يمنح ذلك المتلقي تجربة حسية مباشرة، كما لو كان يعيش الحلم ذاته.في هذه التقنية، لا يتم التأكيد على أن ما يراه المتلقي هو حلم، بل يتم تحويل الحلم إلى واقع داخل الهايكو، مما يعكس رؤية لا منطقية أو غير تقليدية للعالم، ويفتح بذلك آفاقًا جديدة للشكل والمضمون.

**

باشو والأحلام: قراءة جديدة لهايكو “أعشاب الصيف”

“أعشاب الصيف

كل ما تبقى من أحلام

المحاربين”

في مقال “حلم عن محاربين” المنشور على موقع Nippon.com، يشير فوكاساوا شينجي، المتخصص في الأدب الكلاسيكي الياباني، إلى أن ماتسوو باشو كان يقصد في هذا الهايكو أحلام النوم، وليس الطموحات أو الآمال كما فُهم سابقًا.يعتمد هذا التفسير على تجربة باشو الذاتية، حيث يذكر أنه زار تاكاداتشي وغفا هناك، ليحلم برؤية يوشيتسوني وبينكي وآخرين، الذين تحدثوا عن معركتهم الأخيرة. وعندما استفاق من حلمه، لم يكن أمامه سوى أعشاب الصيف.بناءً على هذا التفسير، يقترح شينجي إعادة قراءة الهايكو على النحو التالي:

“أعشاب الصيف

هي كل ما تبقى من حلم

عن محاربين”

هذه التقنية لم يتم تطويرها والاستفادة منها بشكل كبير فالأحلام هي حقائق واقعية لها منطقها الخاص داخل الهايكو واحيانا تخرق قواعد الهايكو المتعارف عليها وهذا ما سوف نتطرق اليه.

الأحلام والهايكو: التقاء التجربة والخيال

الأحلام هي تجارب العقل أثناء النوم، وتشمل صورًا وأفكارًا ومشاعر تظهر بشكل لا إرادي. هذه الأحلام لا تخضع لقوانين الواقع، مما يجعل كل شيء فيها ممكن الحدوث والتوقع.أما الهايكو، فهو فن شعري يلتقط لحظات حسية مباشرة من الواقع أو الواقع المتخيَّل، معتمدًا على المشهدية المكثفة واللحظة الفورية التي تختصر التجربة الإنسانية وعلاقة الإنسان بالطبيعة.رغم أن الأحلام قد تبدو بعيدة عن جوهر الهايكو، الذي يركز على “الآن وهنا”، إلا أنها في الحقيقة تمثل امتدادًا جديدًا له. فالأحلام توسّع الحدود الجمالية للهايكو، وتمنح النصوص إمكانيات تعبيرية أعمق، مما يجعلها أداة فعالة لتوسيع نطاق هذا الفن.

توظيف التقنية:

تفسح هذه التقنية  مجالًا واسعًا للإبداع والتجريب، بتجاوز العديد من القواعد التقليدية مع الحفاظ على روح الهايكو. ومن أبرز الإضافات التي تقدمها:

  1. إلغاء القوانين الفيزيائية: مثل تداخل الأزمنة أو تحريك الأشياء بطريقة غير طبيعية .
  2. تحرير الصور الشعرية من قيود الواقع: بما يسمح بخلق هايكو سريالي، خيالي، رمزي، فنطازي، أو واقعي.
  3. توظيف الأنسنة دون افتعال: إذ يمكن للحلم أن يمنح الجمادات صفات إنسانية أو يجعلها تتفاعل مع العواطف دون أن يبدو ذلك غريبًا.
  4. تحقيق انتقالات زمنية :بين الماضي والحاضر والمستقبل بحرية تامة.
  5. التلاعب بوظائف الحواس.
  6. إضفاء البُعد النفسي والعاطفي : حيث تعكس الأحلام الرغبات والمشاعر المكبوتة، مما يمنح النصوص أبعادًا نفسية أعمق.

نماذج تجريبية من تأليفي تعكس هذه التقنية:

  1. منبّه الهاتف –

                     أجمع الدولارات المتساقطة

                      من السماء

  1. غفوة –

                     قطار يحلّق

                    في السماء

  1. قيلولة –

                     امرأة تصرخ

                    في الغابة

  1. قيلولة –

                    النخلة ترقص

                    الهجع

  1. بنج عام –

                      ألعب مع فراشات

                       حديقة المشفى

  1. قبل الاستيقاظ –

                     القط يقول لي:

                      صباح الخير

  1. إيقاظ –

                      بنكهة القهوة

                     صوت الديك

  1. جرس الباب –

                      أتمنى تكملة

                       الحلم

  1. صوت عجلة –

                      لم أستطع التقاط الصورة

                      مع السندباد

  1. نوم ثقيل –

                          الروبوتات تسيطر

                          على الكرة الأرضية

                

            

 

مقالات من نفس القسم