الرقم 3

محمد الفخراني
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

محمد الفخراني

لماذا لا تكون الأشياء مُؤكَّدَة إلا لو حدَثَت ثلاث مرات؟

لماذا لا تكون الأشياء غير مُؤكَّدَة إلا لو لم تَحدث ثلاث مرات؟

لماذا المرة الثالثة بهذه الأهمية أيًّا كان ما يحدث فيها أو لا يحدث؟

المرة الثالثة تجعل الشيء حقيقيًّا، وتجعله خياليًّا.

تظَلُّ كل الأشياء مُتَعادِلة حتى يأتي الرقم 3 ويختار، الرقم الذي بدونه تَبْقى الأشياء مُعَلَّقة ومحتارة.

عندما نريد أن نَحْسِم شيئًا ما، أو نبدأ شيئًا ما، أو ننهيه، ليس علينا إلا أن نستدعي الرقم 3.

كل مَرَّة أُولى سيكون بها قَدْر من الحَظّ، والمَرَّة الثانية من الشيء نفسه سيكون بها حَظّ أكثر أو أقل، لكن الثالثة خالية من الحَظّ.. تحتاج ما هو أكثر منه، ثم يُعاوِد الحَظّ الظهور بدرجات في المرة الرابعة وما بعدها، وأحيانًا.. تكون الثالثة هى الحظوظ كلها.

افْعَل أي شيء ثلاث مرات، انْجَح فيه ثلاثًا، وعندها تُثْبِت جدارتك وتشعر بالارتياح، أو افشل فيه ثلاث مرات، وعندها تُثْبِت جدارتك بأنه ليس لك أو لستَ له، ليست مشكلة ولا كارثة، وستشعر أيضًا بالارتياح.

3 هو رقم الشعوب.

لا يَخْذِل الناس أبدًا، سيحتفظ لهم بمكان في كل مكان، في كل سفر ولعب وحلم، رقم مليء بالناس، سيكون حاضرًا دائمًا لأجلهم، يَضْمَن لهم مكانًا في العالم، وفي الوقت نفسه هو رقم حُرٌّ من الجميع.

رقم بَشَريّ جدًّا، وإنساني جدًّا.

وهو رقم الوحيدين والمُتفرِّدين والفَرْديين، أكثر رقم فردي على طريقته، له طابع يَخُصُّه في فرديته، رقم مُحِبِّي البشر والعالم، ومُحِبِّي الانطلاق لوحدهم.

رقم المُتجوِّلين والمَشَّائين، لأن المَشَّاء يمشي مرة لوحده، مع نفسه، ومرة مع كل البشر، ومرة مع العالم كله، ثم يعود ليمشي لوحده بمفرده مع نفسه. 

كل شيء يتغيَّر بعد الرقم 3.

لماذا هناك دومًا ثلاثة أسئلة وثلاث إجابات وثلاثة اختيارات.

رقم الفرصة.

هناك فرصة طالما لم نتجاوز الرقم 3، يَظَلُّ يمنحنا فرصة بعد أخرى، ويُجَدِّد الفُرَص بطريقته لأجلنا.

رقم العدالة.

نَحْتَكِم إلى الرقم 3، وهو لا يُجامِل ولا يَغِشّ، رقم العدل، موثوق به، ونرضى باختياره.

الحرية، والتَحَرُّر.

إذا خسرنا شيئًا ثلاث مرات فلا يمكننا أن نخسره أكثر، وإذا كسبناه ثلاث مرات فلا يمكننا أن نكسبه أكثر، لذا، هو الرقم الذي يُعلِّمنا تَجاوُز المَكْسَب والخسارة، والتَحَرُّر منهما.

اخسَر ثلاث مرات وتَحَرَّر من خَوْف الخسارة، وشهوة الخسارة.

اكسَب ثلاث مرات وتَحَرَّر من شهوة المَكْسَب، وخَوْفَ المَكْسَب.

للمَكْسَب نهاية مثلما للخسارة حَدّ، جوهر الأشياء ليس أن نكسبها أو نخسرها.

يُحِب 3 أن يبقى في الشوارع، رقم السهر، والصُّحْبَة والطمأنينة، والتلقائية والفوضى اللطيفة والبساطة والعمق والسهولة والأسلوب الخاص، شوارعي، مُتشرِّد، مُهَرِّج، لا مبال، عادل، وحاسم، ومانح الفُرَص، وبه لا نهائي من الشخصيات والوجوه والحالات.

رقم الرضا والكفاية وراحة البال، إذا حصلنا على الشيء ثلاث مرات فهذا رائع، وأيّ مرة بعدها ستكون زائدة، لو حصلنا عليه مرتين سنفكر في الثالثة، وفي الخسارة أيضًا سنحب أن نخسر الشيء ثلاث مرات حتى ننتهي منه.

لو أن 3 غير موجود، سنظَلُّ عالقِيِن، كل البدايات تَظَلُّ عالقة، والنهايات أيضًا، لن نعرف متى نبدأ ومتى ننتهي.

الأحلام والأمنيات، وهو رقم التَحَرُّر من الأحلام والأمنيات.

ومن البداية هو رقم الحرية، كلنا نَذْكُر هذا في طفولتنا: نَعُدُّ حتى 3 ونبدأ الجري والانطلاق، (1،2،3) ويبدأ الجري، يبدأ كل شيء، هذه البداية موجودة في كل الثقافات حول العالم طوال الوقت، لن ننسى هذا أبدًا للرقم 3.

القدرة على الاختيار، نختار بين ثلاثة أشياء، لو كان الاختيار بين  شيئين عندها نكون مُجْبَرِيِن، والاختيار من بين أربعة سيكون سخافة وتضيع الفكرة، أنْ نختار من بين 3 يكون فيه حرية ولعب.

رقم اللعب، والمتعة، نبدأ به وننتهي به.

1،2،3

3،2،1

كم مرة نسمعها، وكم مرة نقولها: “بعد 3”.

تنازليًّا أو تصاعديًّا.

لو فَعَلْنا الشيء نفسه ثلاث مرات فلأننا نستمتع به، نحب اللعب معه، ولأنه يحب اللعب معنا.

3 رقم الحب، الحب على طريقة الرقم 3، النظرة الثالثة تعني شيئًا خاصًّا، لو نَظَرْنا مرة ثالثة للوجه نفسه، أو الشيء نفسه، فلأن هناك شيء ما، لأننا نحبه بطريقة ما، لو صادَفْنا شخصًا ثلاث مرات في يوم واحد، فهذا تلميح ما أو تصريح، لو كَرَّرْنا الكلمة ثلاث مرات فهذا تلميح أو تصريح، 3 هو لحظة الإضاءة.

رقم المُصادَفات المذهلة والمفاجآت واللا مُتَوَقَّع، هناك شيء مذهل ينتظرنا مع الرقم 3، في المرة الثالثة، ودائمًا نتوقَّع منه شيئًا خاصًا. 

والتفاصيل اليومية، ثلاث قُبلات، ثلاث طرقات على الباب، ثلاث خطوات، ثلاث نظرات، ثلاث ثمرات فاكهة، ثلاث مرات من كل شيء.

رقم التَنَوُّع والانفتاح على الغير والتَقَبُّل والحماس والاندفاع والحَدْس والشغف والجموح والأمل والتجريب والطاقة والأفكار، وهو رقم مليء الحياة.

واقعي وخيالي.

اسمه 3 لأنه قادر على أن يُجَدِّد نفسه دومًا، له وجه واحد، وله وجوه لا نهائية، كلها في الوقت نفسه ذلك الوجه الواحد.

كل شيء يحتفظ بِسِرِّه حتى يظهر الرقم 3، عندما نُجِرِّب الشيء للمرة الثالثة يمنحنا سِرَّه، وأيضًا سِرُّ الشيء مخبوء في الرقم 3.

مقالات من نفس القسم