المتصف

المتصف
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

 

 

 

إيمان مرسال

 

أن أُحوّل أُمي إلى وردةٍ

    تشتهي مطراً

          _ لا أبي _

                أستطيع.

 

أمزجُ الرملَ بالضوءِ

 والضوءَ بالبحرِ

ثم أُقطّرهُ قطرةً

ترتوي بطةٌ في حقولِ الجنوبِ بها

                              أستطيع

 

لكنني عند حدّ التلامُس

حين يكون سكوتك أنضجَ من لُغتي

   وقوامك أقربَ.. من ذرّةِ في دمي

حين أكبرُ في لحظتيْن

    أنامُ على شهقتيْن

    أفيضُ على ساحليْن

    أُزوّجُ حزني لغيْثك

 لا أستطيعُ احتواء التفجّر وحدي

                    لا أستطيع.

 

فرحٌ أوليٌّ

وبنتٌ

تُجرّبُ غسلَ التواريخِ

في اللحظة الخاطفة

 

هل أتمّ الجبرتيُّ تاريخَ مصر

بدون الإشارةِ لي؟

 

للطباشيرِ في حُجرة الدّرسِ

       لزيّ المدارسِ

والضحكات التي يستضيءُ الفراغُ بها

 

هل أتمّ التواريخَ

  دون اكتشاف البنات وراء الشبابيك

  والغثيان الذي يخلقُ البِكرَ

  حين يدبُّ التخلّقُ في جوفها

 

هل أتمّ التواريخَ

  دون البكاءِ على المُنحني

   فوق سيف التأبّي

      _ عزيزٌ عليه الترابُ.. رخيصٌ عليه دمه _

 

هل أتمّ التواريخ حقاً؟

 

سأُؤرّخ للجامعة

 للتظاهُر

 والشُرطيّ الهزيل

يهشُّ الذباب عن القِردة

يخرجُ النملُ من فمهِ

      حاملاً رزقَهُ.

 

سأُؤرّخ للقُبة الصاعدة

   لليمام الذي استراح عليها

   تُفزّعه دقّة السابعة.

 

سأُؤرّخ للأرصفة

  لأتوبيس رمسيسَ

يحملُ سلّاتهم

   سمتَهُم

كرمشات النجيل عى كفّهم

للقطاراتِ

   حين تكبُّ الجلاليب

حول التماثيلِ والمئذناتِ

   فتنفضحُ العاصمة

 

سأُؤرّخ للأرصفة

لفتاةٍ

  تنامُ بكوبري المشاة على بطنها

            كي تهدّ العيون

لمُحترفات الشحاذة

  حين يبُلْن على السُلّمات العتيقات

يُسقِطنَ كلّ الحضارات من وعيهِنّ

          فتُستبدلُ الأنظمة.

 

سأُؤرّخ لي

   للتواريخ بك

 

هذه البنتُ ميّ

هذا الجميلُ لميّ

أرفضُ الموت قبل الثلاثين

  كي لا تصير يتيماً كميّ

     فهل أستطيع؟

 

معك أستطيعُ

أُخبّيء النيلَ في الأطلس

والأطلس في الدّلتا

  والدّلتا في الصحراء

               أستطيع

 

أُرقّص خادم الحجريْن

  في ميدان التحرير

وآخذُ البيْعة مِمّن سرقها مني

               أستطيع

 

أرسمُ خارطة الأرضِ

حَسبَ رفيف الوجدِ عليها

فأرى موسكو:

                      نيفين

ومحمّد مرسال:

                    مصر

والحجاز:

          حاملي اللوتس والأسمنت

          إلى الأدوار العُليا

                معك… أستطيع

 

فكيف أتمّ الجبرتيّ تاريخَ مصر

بدون الإشارة لك؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* (هذا جزء من قصيدة المتصف 1989، القاهرة. والجدير بالذكر أنها كانت مهداة لشاب من مراكش اسمه عزالدين الذهبي ولكن دار الغد نصحت الشاعرة بعدم طباعة الإهداء عشان سمعتها وكده)

 

عودة إلى الملف

 

 

 

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

Project