إنها الروائية والقاصة الموهوبة ( نجلاء علام) والتي تتنوعت كتاباتها ما بين القصة القصيرة والرواية، وأيضا الكتابة للأطفال ، وما زالت تثري مجلة قطر الندى بقصصها الطريفة وموضوعاتها الهادفة التي تمس سلوكيات الطفل وتوجهه للطريق السليم.
كما أنها تتسم بإنسانية عالية، لم تنسَ الكتاب المجيدين سواء من الأصدقاء أو الغرباء، تنير لهم الطريق لتحقيق حلمهم في الإبداع، فقد نبهتني بأن هناك سلسلة جديدة لتبسيط أعمال الكبار من الكتاب العرب، وقد رأت فىً قدرات للقيام بمثل هذا العمل، رشحت لي رواية (هكذا خلقت) للكاتب محمد حسين هيكل، مؤلف أول رواية مصرية ( زينب) وبذلت أقصى جهد لأكون عند حسن ظنها، وصدرت الرواية بشكل مبسط ، وفي متناول القراء العاديين عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.
وعند نجلاء النص يكتب نفسه بشفافية، كما يقول د. صبري حافظ، ويواصل، يعبر عن الموت دون دماء أو غلظة، يصنع أسطورته الخاصة داخل الواقع، ويستنطق الكائنات، بمنطق المشابهة الخفي ذي السحر الفني، حيث الكاتبة تتوارى لتترك الحدث والحالة النفسية لتيار الشعور لمصيرها ، إذ تلمع أو تنطفيء، حيث الصمت كالروح الخفية للموسيقى وأصداء الكون.، كما في مجموعتها القصصية الرائعة ( أفيال صغيرة، لم تمت بعد)
وفيها تغوص الكاتبة في أعماق النفس البشرية، وتكشف عن مكنونها، وصراعها مع الآخر، واشتباكها مع الواقع، وفي نفس الوقت تكون عينيها وهى تكتب على الحياة المعاشة، ترصد التحولات البشرية ، وتكشف المسكوت عنها.
أيضا من أهم إبداعتها الروائية رواية ( الخروج إلى النهار) والتي صدرت بمنحة عن مؤسسة الموردالثقافي ، من أجواء الرواية :
( كرة مثقلة بالغازات، وبأقدار من سيأتون عليها، ضغط شديد، تفاعلات لاتنتهي، وصراخ يضرب جنبات الكرة، وينجح في فتح رتق صغير، تتصاعد من خلاله الأبخرة والغازات، ثم انفجار هائل يجعل كل جزء يجري إلى مدار.
كون استقر بعد عراك، وبدأ يرى نفسه نجوما وكواكب وأجراما، أقمارا وشهبا ونيازك تجمعها مجرات.
كون يسأل نفسه: لماذا كانت أجزاءه تتنافر عند الاتحاد،والآن بعد الإنفصال نشأت جازبية
جعلت كلا منهم ، يدور في فلكه دون أن يلتصق بأخيه، أو يفلت إلى أعماق سحيقة.)
والكاتبة في بعض أعمالها الروائية المتفردة، كهذا العمل الآخير، تطرح رؤى فلسفية، نستشف من خلالها، كيف ترى الكون ، من خلال عيون مبدعة، وبدء الخلق، وكيف خرجت الكرة الأرضية من رحم الكون، وقصة الإنسان على أرضها، والأهوال التي مر بها إلى أن ثبتت أقدامه، في طينها، وخلق له عالما بفكره المستنير، وسواعده القوية، وما زال في صراع إلى يومنا هذا.
إنها حقا مبدعة بارعة، وعلى درجة عالية من المهارة، وبالفعل تمتلك العالم بين يديها.