أحمد المريخي
كانت نعامةٌ في الجوار
وكان فتى؛ يقفُ علي أصابع قدميه
يهتزُّ عندما تهتزُّ.. ويحلِّقُ حينما تطير؛
كلما سقَطتْ ريشةٌ من ريشها صنعَ منها تَذْكارا
كان أبوه واعيًا بالتاريخ؛
يصفعُه في اليوم خمس مرَّاتٍ كي يُجنَّبَهُ صفعة الصياد؛
كان الصيادُ يستمتعُ بالبطءِ.. وينتشي بنشوةِ الهدف
ذات يومٍ صَنعَ ريحًا.. و”كان ما كان”؛ …
بكي الفتى، فأهداه أبوه سلحفاةً قديمةً
كلما دخَلَ عليها الغرفةَ ماتت
وكلما خرجَ تحرَّكتْ من مصيرٍ إلي مصير
شتاءً كاملاً تراوغُ بالظلام
ذات ليلٍ راقبها الفتى؛
كانت تخلعُ حجَرَها
تقفُ على قدمين
تُحدِّثُ بيضَها عن نعامةٍ وصيادٍ،
وعن فتى؛
أهداه أبوه سلحفاةً قديمة
مجردَ سلحفاة..
ترى الحياةَ مرادفاً لله !