عمار علي حسن
ضلوعه أكلها الزمن
تهتز حين يمشي
حين يسعل
وحين يعترف بوجع المحبة
وهو عائد من كدح النهار
وتسرية المساء العابرة
وهو يهتز طربًا غارقًا في لحن شجي
أو يبكي على عمره الهارب من بين أصابعه
ووقت خلوده إلى النوم
يسمعها تئز حين يشرد في ذكرى أليمة
يصطاد الفرح الطائر
أمام شرفته مكسورة الجناح
قبل أن يسقط تحت الأحذية الكالحة
في شارع أضيق من حويصلات رئتيه العليلتين
حيث بيته ذي الجدران المتهالكة
فيا أيها الواهم الذي يحسب ضلوعه جدرانًا
ورئتيه شرفة على بحر
وشرايينه أنهارًا ممدودة إلى حيث ينهمر المطر
وتفيض ينابيع الأرض
ماءً وكنوزًا
قف قليلًا لترى
بيتك القديم الذي يريد أن ينقض
أبقى من ضلوعك
التي نفختها الأوهام
كم ظننتها حصنًا يصد الرماح
فهزمتها ذرات غبار
ضاقت حتى سكتت الأنفاس
وأنت في حال عجيب
لا فرح هو ولا حزن
هكذا تبقى
حتى تمر جثتك في الشارع
إلى حيث يغمرها الظلام
ويطمرها العفن.