إنصاتٌ

سعدي يوسف

سعدي يوسف

هبّتْ شماليّةً

فالبرْدُ في دمنا، شَيْنٌ

وإنْ كانت النيرانُ تتّقِدُ…

حتى الـمواقدُ فيها البَرْدُ والـبَرَدُ.

في ساحةِ القريةِ، الأوراقُ طائرةٌ مثل الطيورِ

وغصْنُ الوردِ يبتردُ

كأنّ أيّامَنا، في القَرِّ، واحدةٌ

مَسِيْحةُ اللونِ

لا سبْتٌ  ولا أحَدُ .

*

هبّتْ جنوبيّةً

لكنّ خطوتَها بطيئةٌ

وهواءُ البحرِ يهبطُ حتى العشبِ

حتى كأنّ الأرضَ تشربُ

من كأسٍ إلاهِيّةٍ …

في البُعْدِ، ألمحُ أضواءَ الـمَراكبِ

يأتي الليلُ

مرتعشاً في معطفِ الماءِ

والسنجابُ يبتعدُ …

*

إنْ تُغمِضِ العينَ تَلْقَ الكونَ.

كُنْ جَلِداً

إنْ هبّت الريحُ،

واستنطِقْ جناحَكَ …

إنّ الخيلَ تَطَّردُ!

.

لندن في 28.11.2020

سعدي يوسف

33 مقال
شاعر عراقي. من أعماله: 1-القرصان (1952) – مطبعة البصري - بغداد 2-أغنيات ليست للآخرين (1955)- مطبعة الأديب - البصرة 3-…

مقالات ذات صلة

أقسام الموقع