إلى مصطفى 2

إلى مصطفى 2
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

غادة خليفة

أمي لن تسمح لي بالذهاب إلى الفرح مرتديةً فستانًا بدون أكمام

لذلك اشتريت بوليرو

وعندما ارتديت الفستان والبوليرو معًا

فقدت الثقة بنفسي مرة أخرى

لماذا أُضطر لفعل أشياء عبثية

مثل الذهاب إلى فرح أخي الذي لا يكلمني

أو محاولة الوصول لتفاهم سعيد مع أمي

 

أنت لن تأتِ معي إلى الفرح

ولن تداوي ارتباكي حينما أقابل أفراد العائلة الذين لا أعرفهم

وعليَّ أن أجيب على كل أسئلتهم بابتسامة مناسبة

 

أريدك أن تشتري لي حقلاً من الشيكولاتة

كي نلعب فيه معًا حينما تعود من أرض العجائب

لا أريدُك أن تذهب أصلاً

لا أحد يعود من هناك يا مصطفى

 

أخجل من كل الأشياء التي أُخفيها

“آليس” لا تتوقف عن حكي ما حدث وإعادة حكيهُ مراتٍ ومرات

لكنني أنا وهي فقط نعرف أنها لم تعد من هناك

احتفظوا بقلبها وأرسلوا لنا نسخةً تشبهها

“آليس” لم تبك ولو لمرة واحدة منذ أن عادت

هل تصدق ذلك؟

“آليس” التي كانت تغرق السرير بدموعها فقدت القدرة على البكاء تمامًا

لقد أخذوها وتركوا لنا امرأة ثرثارة

لا تتوقف عن تكرار ما تقوله مثل شريط كاسيت

 

لا تذهب إلى هناك يا مصطفى

كل هذا السحر بإمكانه أن يسرق قلبك

سنتفق على كلمة سرٍ لا يعرفها سوانا

سنرسمها معًا

وحينما تعود سأضع أمامك عشر لوحات

وإذا لم تتعرف على خطوط يدك … فأنت لست صديقي

 

لا تذهب

سأفتقدك كثيراً ولن أخبرك أبداً

حتى لو أرسلتَ لي أرنبًا فضيًّا من هناك

أو أسقطتَ مظلتك فوق رأسي من سماءٍ ما

سأفتقدك أيضًا

ابق هنا

فقط

 

أخي سيغادر البيت بعد يومين

وأنت ستذهب إلى بلاد العجائب

مع من سأتشاجر إذن؟

كل المؤامرات التي تنضج برأسي من سيقطفها؟

 

سأكتب لكَ دائمًا

لا تنسَ أن تقبِّل ملكة القلوب بالنيابة عني

بلِّغها أنني أفتقدها كثيراً في هذا العالم

لا تنسَ أن تأتِ مرةً أخرى

أفتقدك

ــــــــــــــــــــــــ

نقلا عن مدونة “ست الحسن”  

مقالات من نفس القسم

يتبعهم الغاوون
البهاء حسين

هاواي

يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

إلى أين؟!