أختي حبيبتي

موقع الكتابة الثقافي default images
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

فريدة الجميلة رزقت بأخت صغيرة مدهشة ولطيفة اسمها فيروز؛ كانت فريدة سعيدة جدا بفيروز؛ لأنها لن تصبح وحيدة بعد اليوم، كانت تتعجب من ملامح فيروز : كم هي صغيرة وكفها كم هو رقيق وصغير.

كانت فريدة  تحب فيروز جدا وتتابعها كل يوم وهي تكبر قليلا، وتفعل أشياء جديدة في كل يوم، مرة تحرك ذراعيها الصغيرين ومرة ترفع رقبتها الدقيقة لتحاول النهوض أو تحاول الوصول للألعاب الصغيرة لتمسكها بأصابعها الرقيقة.

كانت فريدة تنتظر كل يوم لتكبرفيروز قليلا حتى تستطيع اللعب معها بالعرائس والقطار والمكعبات، لكن فيروز كانت صغيرة ولم تفهم بعد طرقَ اللعب بالألعاب، كانت كلما بنت فريدة منزلا من المكعبات تهدمه فيروز لها، وكلما مشَّطت للعروسة الصغيرة شعرها تنكشه لها فيروز، وتخلع منه الشرائط الملونة التي وضعتها فريدة، وإذا أرادت أن تلعب بالقطار تـأخذه فيروز وتقذفه في الأرض فتتكسر عرباته الصغيرة.

فريدة كانت تبكي في كل مرة تخرب فيها فيروز الألعاب، وتذهب لتشتكي إلى ماما وبابا فيقولان لها، إن فيروز صغيرة جدا، ويجب أن نتحملها لأنها لا تفهم بعد طريقة اللعب. هي فقط تكتشف الأشياء؛ لذلك يجب أن نترك لها الأشياء التي لا تنكسر وتعلمها بهدوء طريقة اللعب بالألعاب .

كانت فريدة حزينة جدا لأنها لا تلعب مع فيروز كما كانت تتمنى، ولم تعد تستطيع اللعب إلا عندما تنام فيروز.

وفي إحدى المرات كانت تقرأ مجلتها المفضلة، فأخذتها منها فيروز ومزقت صفحاتٍ منها؛ فضربتها فريدة ضربة قوية على يدها الصغيرة؛ فبكت فيروز بكاءً شديدا وظلت تردد بصوتها الباكي الصغير (دادا واوا.. دادا واوا) وكانت تقصد أن فريدة ضربتها وجعلتها تتألم وتبكي .

جاءت ماما على صوت بكاء فيروز الصغيرة فحملتها واحتضنتها، وسألت فريدة عمَّا حدث، عندما حكت لها فريدة أن فيروز مزقت صفحات من مجلتها المفضلة، طلبت ماما من فريدة أن تحضر لها الشريط اللاصق، ولصقت لها الصفحات  الممزقة بطريقة دقيقة جدًّا حتى تستطيع فريدة أن تقرأ مجلتها من جديد .

قالت ماما لفريدة : انظري .. لقد أصلحت لك الصفحات الممزقة في مجلتك، لكن فريدة لم تكن سعيدة لأن مجلتها لم تعد جديدة تماما كما كانت، وقالت لوالدتها : انظري يا أمي  لقد  أصبح الشريط اللاصق يقسم بعض صفحاتها من أماكن متفرقة.

جلست ماما واحتضنت فريدة وفيروز الصغيرة، وقالت لفريدة: هل تذكرين عندما كنتِ تكسرين  كوبا أو طبقا أو تسكبين العصير على الملاءات النظيفة، والمرة التي فقدتِ فيها قرطك الذهبي دون أن تعرفي أين سقط منك، كنتُ أنا ووالدك دائما نقول لكِ: الحمد لله أنكِ بخير، سنسامحك طالما لم تقصدي كسر الأكواب أو سكب العصائر أو فقدان قرطك الذهبي .

أجابت  فريدة : نعم أتذكر كل ذلك يا أمي.

قالت ماما: الآن جاء دورك لتتحملي أختك الصغيرة قليلا من الوقت؛ حتى تكبر، وتستطيع اللعب معك كما كنت تتمنين دائما. إنها صغيرة ولا تدرك، ويجب أن نتحملها ونبعد عنها الأشياء التي نخشى أن تخربها، أنتِ حزينة على مجلتك لأنها لم تعد جديدة تماما، وتركَ الشريط اللاصق أثرا فيها، انظري ضربتك أيضا تركت أثرا على يدها الصغيرة، ومع كل ضربة تضربينها لها ستتركين أثرا على يدها الصغيرة، ربما يذهب مع الوقت لكن أثر ضربتك في روحها وحبها وتعلقها بك لن يذهب أبدا، لو استمريتِ في ضربها.

نظرت فريدة إلى يد فيروز الصغيرة، ولاحظت أثرَ ضربتها عليها، فاحتضنتها وقبّلتها على مكان الضربة وهي تبكي متأثرة وحزينة؛ لأنها ضربت الصغيرة، وسببت لها الألم، ووعدت ماما أنها لن تكرر ذلك من جديد؛ لأنها تحبها جدا، وهي بالفعل أصغر من أن تدرك أفعالها .

أخذت فريدة  فيروز الصغيرة وجلست معها على الأرض تلعب معها بألعابها الصغيرة التي لا تنكسر أو تتمزق . فريدة تقلد صوت  الفيل الأصفر وتقول ( أوووو أووو) فتضحك فيروز وتقلد صوته هي الأخرى بطريقة مضحكة جدا فتحتضنها فريدة وتقبلها من جديد.

 

 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي default images
حكايات سارة
سارة عابدين

ربما