نزاهة

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

قصة وفوتوغرافيا :حسن الحلوجى

كف كعش العصفور.ينتظر الزاد من عابر،يظلله جسد محنى ،يعطى ظهره للشمس،للشارع،لا ينظر إلى الرصيف لثقته فى كسب قلوب المارة.هل يخطئون مكانه لتوحّد لون جلبابه  بلون تراب الطريق! ربما تجذبهم هذه" التندة الورقية" التى ثبتها على رأسه وكأنها موصولة بعموده"الفقرى"المقوس كجذع أنهكته الريح فمال...للأبد..

لم يترك نفسه لقهر الشمس فارتدى قبعة تحت المظلة،أخفى ملامحه عنـّا بلحية تبلعها فتحة جلبابه الأمامية،وفى يده اليسرى عصا متهالكة، لا تهش غرابا قد يحوم بعشه.

فى صمته نبل من نوع خاص،هل هى خبرة المهنة أم أن الاستجداء ليس من طبعه!

أبى أن يلامس الرصيف جلبابه فعزله عنه بقطعة أخرى من الكارتون كى لا يتسخ.وظل على هذا الوضع فى “يوجا”غير مقصودة-ومن يدرى ربما مقصودة-وكأنه يتأمل ما بداخله تأملا يشغله عن متاعب المهنة ويعطيه صفاء روحيا يعقم إحساسه بالجو الملوث حوله،ولا مانع من بعض الترويش،ففى قدميه يرتدى”كوتشي”من القماش،ليس حافيا على العموم،فهو متسول نزيه،ينزه رأس ماله-يده-التى يحتضنها”حجره”بكل رقة فى انتظار الفرج.

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون