المُصَفِّرون

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

قصة : محمد الجابري*

حجرتي يتسرب بها دخان سجائر، تتعلق به مِطفأة. استبدلتها بدلو بلاستيكي كان للزبالة، والغُسل، والتبول، وإلقاء السبارس. مشوارٌ خلودي، مني للباب بعد كل سيجارة..أفتحه، لخلط دخان أقل تعتيقًا بدخان سجائري، لتجنب صفعة من أبي، انتظرتها في مراهقتي، ولم تتم. لم يكتشف، من وقت قراره أن يتجنب زيارتي. ملل المشوار الخلودي حركني لتدخين سيجارة الفكرة خارج عالم الحجرة. حملتُ أدواتي، علبة سجائر وقداحة، وراء البيت القديم. أشعلتها في الظُلمة، فأُنير الشارع بأكمله. سحبت نَفَسًا، وأخرجتُ نفسًا لا ينتهي. نظرت لاتجاه الدخان، حتى سطوح الدور الرابع، وجدت مشهد ثمانيني، لولد يقبِّل فتاة. صفَّرتُ لصنع بداية. ت

راكم الشارع بالمُصَفِّرين ذوي الوجوه المعلقة لأعلى. جذب الولد الفتاة، واستمر التصفير. ارتكن شخصٌ جواري، وبدأ في إخراج الخيط من فمه. لملم الخيط المسحوب على كفه الأيمن، وهمسَ: من أجل حياكة أمي. خرج مدرس من بيته بعباءته، وصاح في المُصَفِّرين. توعدهم بالمَد والعَبط والتذنيب. انفرط المُصَفِّرون جريًا كلٌ لبيته. وجدني أدخن، ووجده يخرج الخيط من فمه. اقترب، وصفعنا. بكينا. جريتُ لحجرتي في انتظار الصفعة الأخرى.

ــــــــــــــــــــــــــ

* قاص مصري

[email protected]

 

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون