يماني الذي يضحكُ هكذا…

يماني الذي يضحكُ هكذا...
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

عصام أبو زيد

يماني حبة قلبي. ابني المفضل. صديقي الوسيم الذي نافسني طويلاً في خطف قلوب الفتيات "المائصات" في أروقة جامعة القاهرة في بداية التسعينيات من القرن الماضي. أكتبُ هذا الكلام وأعرفُ أنه يضحكُ الآنَ وهو يقرأه. يضحكُ هكذا "خخخخخخخخخخخخ.. حبيبي يا عُص".

كانت الحياة جميلة في أيامنا، وكانت أيضاً "بنت قحبة".

 كنا غزاة حقيقين لهذه الحياة. مزقنا ملابسها ونكحناها حتى تغرغرت من النشوةِ واللذة. كان “أحمد يماني” هو الرومانسي في جماعتنا، وأنا أيضاً كنتُ رومانسياً لكنني كنتُ أنكرُ ذلك طوالَ الوقت.

لا يمكنني أن أكتبَ عن “أحمد يماني” من دون أن أكتبَ عن نفسي، لأنه كان مرآتي. رأيتُ فيه نفسي. رأيتُ قسوتي وضعفي. كانَ يماني يكتبُ الشعرَ بإخلاصٍ شديد وكأنه سيموتُ غداً. وأصبحَ متميزاً وسط أبناء جيله (مع إن حكاية الجيل دي سقطت خلاص).

كانت أهم مخاوف يماني هي أن يسقط شعر رأسه. أن يصبح الأصلع الجميل الذي يفتن النساء. كان يريدُ أن يفتنهن بكامل شعره ومن دون أن تسقط شعرة واحدة من رأسه وقد فعلها في مصر وإسبانيا. هنيئاً لكَ يا يماني.

وأيضاً كان يماني يتميز بذلك “الأب” الحنون. صديق أصدقائه. أحببنا والد يماني كما أحببنا يماني نفسه، وأنا كتبتُ في روايتي الوحيدة “يوميات ناقل أسرار” عن تلك اللحظة التي وصلني فيها خبر وفاة ذلك الأب الجميل.

شهادتي عن يماني مجروحة. يماني الطيب والوغد. يماني الحنون والأكثر قسوة. يماني الذي يبكي طوالَ الوقت. يماني صديقي وابن أيامي كما قالَ عنه مولانا في المحبة الشاعر سيد محمود.

عودة إلى الملف

 

 

مقالات من نفس القسم