محمد العنيزي
وأنا الآن أكتب داخل المقهى
طعم القهوة بمرارة الوطن
وجمرالنارجيلة يشتعل ..
يا بلادي الراكضة أمام البحر وخلف الغيوم السوداء
المتعبة من البنادق والبيادق
والطرابيش العثمانية ..
لازال غراسياني يذكر أمجاد روما
أمام ميدان 28 أكتوبر ..
وأنا الآن أكتب داخل المقهى
قبل أن أعود للضاحية المهدمة ..
ثمة طفل يبحث عن لعبته تحت الركام
وأبواب البيوت تغني ..
وفي ذاكرتها زغاريد وأصوات رصاص
والأمهات يعبرن الطرقات..
يحملن سلة من أحزان العام الفائت
للشوارع القريبة من البحر..
للشوارع البعيدة عن البحر..
والكلاب التائهة تتشمم البرك وأكوام القمامة
لاوقت للنباح لديها ..
وأنا الآن أكتب داخل المقهى
يحدث أن قصيدة عارية تمر أمام الباب
…………..
بنغازي ــ ليبيا
13 . 1 . 2019