يا عالماً مُلقى على كتفيَّ نعشاً

موقع الكتابة الثقافي writers 136
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

حسب الشيخ جعفر

أوقدتُ للعامِ الجديد سيجارةً

وأتحتُ كرسيّاً، وقلتُ: بلا اعتذار

من قد كسا الشحاذَ معطفيَ المعار؟

***

الساعةُ التعبى، الكبيسة

ليلاً تتكُّ، تدقُّ أقبيةَ الكنيسة

والعالمُ الزلِقُ المطيرُ قرونُ ثور..

***

المركبُ الشبحيُّ يا إدغارَ بو

متجمدٌ إلا ذبالا

هو آخرُ الأُفق انبعاجاً وابتلالا..

***

يا من يؤرخُ أشيباً، متغّضناً

هلا أتّركتَ سجلّكَ الضافي، المنيف

للطفلِ يمحو أو يُضيف؟

***

ما أنصفَ الخّمارُ، وهو يدقّقُ

سكرَ السقاةُ، ونحن والديكُ الصحاةُ

سلمانُ، تلك هي الحياةُ..

***

طرْ، طِرْ أبا الهولِ، الرياحُ خفيفةٌ

والأرضُ ثقلي بالأضابيرِ الثقيلة

الأرضُ فيِلْه..

***

تلفازيَ العكرَ، المحابي

تصفرُّ أو تحمرُّ مُنتفشَ الصحابِ

السقفُ لم يبرحْ يسُحُّ ..

***

الآنَ أذكرُ كالصدى الواهي مُعلّمةً رؤوم

لم تلقَ مني غيرَ ما تلقي الحدائقُ من بنيها

ذكراً كما يتنفسُ الطلعُ الكتوم..

***

عْ عنكَ، يا قلمي، الرواية

أغفي تولستوي ارتياحا

ورمي إلينا بالنصيحةِ بالنفاية ..

كالذئبِ أشهبَ، عاريا

هو ذا الشتاءُ جواريا

يُقعي، ومدفأتي كأصباغِ البغايا

***

السطحُ للريحِ الصقيلةِ ،للصقيع

فرّ القطيع

يا رحلةً للصيدِ، إلا دميةً تعبي، نؤوما..

***

نا كنتُ أيّ فراشةٍ

يا مولويّ، وكنتَ مصباحاً بحان

في السكرِ، يا شيخي، الأمان..

***

الآن، والخمرُ الرخيصةُ لم تعدْ

إلا صداعاً أو دُوارا

فأقعدْ إليكَ وقُصّ، واستقصِ الحوارا..

***

لمانُ، يا طيراً إلي الشفقِ الكليل

من جاء بالريشِ الثقيل

يُلقي عليّ دماً وطينا؟

***

لم يفتأ الجُندُ (المغولُ)

ليلاً يدقون ابتهاجاً وابتدارا

والعالمُ الخربُ الطبولُ ..

***

هو أحمرٌ كأبٍ بقنديلٍ وطيء

بالسائلاتِ يُجسنَ كالشبحِ البطيء

يا بارَ هلتونَ، هكذا كن دونما ثاوٍ عداي

***

البابُ يطرقُ ــ من هناك؟ ــ أنا أرسطو

والشيخُ أفلاطونُ يُقريك السلاما

شكراً! أضاع كلاكما المعزي احتلابا أو فطاما

***

فرجيلُ، في الخمارةِ السفلي يبيع

إكليلهُ الذاوي لقاء

(رُبعٍ) يُطيلُ له البقاء

***

قُطاعُ طُرْقِ بلوكَ في الغاباتِ أو عَبْرَ السهوب

يترنحون ،يصُفرّون

والريح عالقةٌ بأذيالِ الغروب..

***

في القاعِ من حانٍ (وموسكو لم تزلْ تتضبّبُ

والضوءُ في أطماره)

أبصرتُ (ماركسَ) سائحاً يتحدّبُ..

***

فوجئتُ بامرأةٍ، يحِفُّ بها البياضُ

حبلي، وقد قرُبَ المخاضُ

وأنا الوليدُ، وثوبيَ البالي القِماطُ..

***

من كُوّني أتسمّعُ

العالمُ (الجملُ الهلوكُ)

يتجشأُ المعني المعقمَ أو يلوكُ

***

هبطَ العباقرةُ الشيوخُ مُكللّينا

ثلجاً، تنوءُ به الجباهُ، وتقطرُ

قلتُ: أغربوا عني إلي حيثُ الرؤى تتخثّرُ..

***

ابَ أيدي الريحِ، حفّار المرايا

يا طائراً يتلقّطُ

الشعرُ ملئ شِباكهِ يتخبّطُ

***

لم أدرِ، هل مرّ الإوزُّ علي المدينةِ عاليا

بعد انقطاعِ الضوءِ، ليلاً يجأرُ؟

أم إنني أتذكرُ؟

***

هو ذا (الفضاءُ)

قفصٌ يدورُ بهِ (القضاءُ)

يا صائدَ الزيزانِ مركبةً إلي زُحلٍ، تمهّلْ..

***

الَ الجلوسُ علي البيوض

يا شاعرَ المقهى ارتقابا

قُمْ وأقطعِ الطرقاتِ، علّ بها المتاهةَ والغموض..

***

نا كلّما قلتُ التقيتُ مداريا

أبصرتُني في اللاّ مدار

حبلاً عتيقاً ، هاريا ..

***

في (الطائرِ) المنفي، وفي (المنفي) القصيدة

زرقاءَ ملحاً أو زبد

تتصيّدُ (الألقَ) الشريدَ إلي الأبد..

***

يا أيها الفأُرُ الرصينُ

لكَ، في الحفائر، تُرتجي هندٌ وصينُ..

ــ والسمنُ؟ ــ للأولمبِ آلهةٌ سمانُ..

***

لمانُ،كالصخر الصدى

كالوشل، في السمع، الندي

كالخمر في (جفناتِها) تنصبُّ آنيةُ المطر..

***

ُنّا التقينا، مرةً في البارِ، وهي إلي أوديسا

وأنا إلي بارٍ سواه

لم ألقَ وجهاً غيرها، فيبَشّ لي وجهُ الحياة

***

يا سيدي الصحفيّ، كالصدفِ (البيانُ)

يلتفُّ أو يعري ائتلافا

أو كالقشور يُزاحُ أو يُرمي اصطفاقا..

يا عالماً مُلقيً، علي كتفيَّ، نعشا

جنيّتي الشقراءُ لم تكُ غيرَ قَشٍّ

في ثوبها الإلِقِ الموشّى..

***

نشّالَ جيبِ عجوزِ شعرٍ

لم تلقَ غيرَ الأسبرين

كالصحنِ مبيضَّ الجبين..

***

وأنا جليس خياليا

من جاءَ بالجِلباب أبيضَ خاليا؟

بالسدرِ غُسلاً والتفافا؟

***

نا أم قميصُ أبي (الغريق)

ما أنفكَّ ينضحُ للرياح معُلّقا

خلقاً، رتيق؟

***

يا لؤلؤاً متفحّما

عُجفَ النُحاةُ (تورّما)

يا شِعرُ، يا مُتفلّياً (صُحفاً) عجافا..

***

وّفتُ كالقعداءِ، كالكسلى القلم

وقد التقي الرعدُ القمم

سلمانُ، للريح النُشاره..

***

أنا طائرُ (السوقِ) الكسيحُ

عريانَ يُنتفُ، ملء زنديّ (الفصيحُ)

ويُعافُ أو يُرمي انتثارا..

***

ئتُ المصارفَ بالصكوك

ممحوّةً بيضاً، أجرُّ دثاريا

وخرجتُ منها كالخليقةِ عاريا..

***

ارَ الغرابُ كأيّ حرفٍ أو أقاما

بيضاءَ تُختتمُ القصيدة

بيضاءَ تُفتتحُ اختتاما

أنا في اجتيازي (البابَ) كالساعي علي

حبلٍ، وقد جنّحتُ بالصمغِ اللصيقِ

كتفيّ، فاتسعي حنايا البارِ رفقاً أو فضيقي..

***

يا ديك لا تُفصحْ، ولا تُصحِ النياما

يا أنتمُ الشعراءُ، يا أعناقَ عيد

للسلخِ شبعي أو صياما

***

من قد يجيءُ، ويقرعُ ؟

أزري بسلمانَ (البديعُ)

متحفّياً فجراً، تدورُ بهِ الرياحُ الأربعُ..

***

يا طائرَ البحر، الصحاري

كالبحر ملحاً وانحدارا

عُدْ، عُدْ وقُلْ للشيخ: لا تُطفيْ مناراً، علّ نوح..

***

عطّارُ ، هلاّ بعَتني

ما يمنحُ الماءَ القراح

طعمَ ابنةِ الزقّ المصفّقةِ ، الصراح؟

***

يا ريحُ يا ريحاً طريّه

منديلَ ليلِ فجرَ صيفِ

مُرّي علي وجهي، قُبيلَ تشهُّدي، إرخاءَ طيف..

***

يا شاعراً يتعثّرُ

بالذيلِ من كلماتهِ

كلّ الجناحُ، ولم تعُدْ (تتسنقرُ)

***

لو كنتُ ، يوماً، في المنامِ خليفةً

لأقمتُ لي خُصّاً وريفا

أرعي الدجاجَ، وارتعي شطّاً وريفا

مقالات من نفس القسم

يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

كنت شجرة