مرزوق الحلبي
حارتنا نظيفةٌ مثل صواني القهوة
فالنسوة، من باكر،
يكنسن أرضها من الغبارِ
ويغسلن وقتها من كل شيء غريب
وجارنا الذي يتكئ على عكازه
يكشّ به عين الحسود
والهواجس
والوجع
ويلوّح به في وجهِ فتيةٍ
تسللوا إلى حارتنا
بحثا عن أكوازِ الرمّان
حارتنا هادئة من طبيعتها
فالبيوت كلّها من طابق واحد
مفتوحة على بعضها
والقلوبُ أيضا
في كل بيت حوش يلمّ وحاكورة تُطعم
والناس طيبون ينامون في الساعة ذاتها
ويستيقظون في الساعة ذاتها
ويشربون القهوة من الركوة ذاتها
يسعون على رزق الحلالِ
يتنافسون على فعلِ الخيرِ
والأعراس
ولا يقصّرون في المآتم.
حارتنا،
إذا زوّجت بلغ فرحها السماء
وانساب منها إلى البساتين
واهتزت الأرضُ
من صخب الراقصين
لا أحد ينام حتى يزفّ العريس
إلى عروسِه
يلصق في باب الدارِ خميرتها
تزيحُ يدُه طرحتَها البيضاء
يملأ وجهها قُبلا
ويمتلئ حوشهما بالزغاريد
….
(آب 2018)