الأقدار ستخلق تطابقاً وتماساً عظيماً .. حيثيات الألم ستقول إنهما شقيقان . لدى مجيد إخوة كُثر من بينهم ” حميد ومهدى ” ولدى حميد أخٌ هو مهدى بزّون مهدى الذى اعتقله نظام صدام حسين وبعد سقوط النظام البعثى وجدوا وثيقة إعدام مهدى فى عام 1985. تتراكم تفاصيل أكثر ما جعلنى أضع بعض الأسئلة ” المشتركة ” لهما وهما لم يقابلا بعضهما البعض وربما لم يسمع أحدهما بالآخر .
كان الزوج الثائر مجيد يتجنب الشوارع الرئيسية متجهاً للأزقة كما تقتضى أبجديات قواعد الهرب والتخفى . مع هذا وقبل أن يبلغ درجة الخطر المباشر على حياته كان قد سعى لانقاذ حياة زوجته التى خطفوها وهى تهرب من سلطات ولاية الفقيه فى 19 سبتمبر 1981. صاحب الملحمة يسطر فى مقالة شهيرة له يُتَرجَم عنوانها ” الحب والثورة ” كيف كان يسمع طوال الوقت أصوات الرصاص الحى المتقطع الذى دأبت الميليشيات الإسلامية على إطلاقه على المعارضين فى الشوارع حين بدأ موسم مجزرة المعارضة الإيرانية بكثافة أعنف عام 1981 .
حين تصبح أمنية تقاسم الفطور مع زوجتك – بعد إعدامها – سكيناً يخترق العصور والأماكن ليعاود ذبحك .. بعد أن كانت السعادة العميقة.. كما تصفها.. أن تزرع مع حماتك وزوجتك التى تزوجتها عن حب أيام الجامعة زهوراً فى حديقة بيتهم شديد البساطة.. حين يكون ثمن المبدأ والإيدلوجيا أن تقرر زوجتك – رغم معارضتك – إجهاض نطفتك فى رحمها لأن من نذروا أنفسهم للمعارضة السرية وتقلبات السياسة لا حق لهم فى الانشغال بأطفال وزيادة عبء الدم والمسئولية ليندم كلاكما بعدها ، حين يكون المبدأ تعذيباً لصاحبه فيقرر شاعر عدم كتابة الشعر حتى يتحرر الوطن من نظام يعارضه ويتفق مع حبيبته ألا يتزوجا حتى سقوط نظام الشاه !
لم ينس الطفل مجيد مدرسته التى كانت بمدرسيها – قبل الثورة الإسلامية بأعوام – قد بدأت تتطرف دينياً حد ” نصحه ” بعدم الاستمرار فى مصادقته لتلميذ بهائى فقير كان مجيد يزوره فى بيته حتى بدأت عائلته تُحبّذ ابتعاده عنه وتم فعلا ترسيب كل من مجيد وصديقه فى عديد من المواد .
كان المجتمع الذى سيأتى نائبه العام بعد الثورة ويعلن أن ” أى نشاط بهائى منظم هو ضد القانون ” آخذاً فى التشكل خاصة وقد أعلن الإمام الخمينى بعد الثورة ” أن البهائيين فصيل سياسي ، أنهم خطرون ولن يتم قبولهم”.. كما أن أحمدى نجاد عضو فى ” جمعية حجتيه ” التى تشكلت أصلاً فى الخمسينات بهدفٍ مركزى هو ” محو الديانة البهائية”. وحين سيلقى الحرس الثورى الإيرانى بعد الثورة فى 21 أغسطس 1980 القبض على كل الأعضاء التسعة للمجلس البهائى القومى الروحى ليختفوا بعدها ، ثم حين يتم انتخاب تسعة زعماء آخرين بعدهم ممن اختارهم أبناء الطائفة ويُلقى القبض علي ثمانية منهم فى ديسمبر 1981 حيث تم إعدامهم سراً بعد ذلك بأسبوعين وحين ترفض عائلات بهائية التحول للإسلام ليتم خطف بعض أطفالها ومنحهم لعائلات مسلمة والضغط باستبعاد البهائيين من الوظائف الإدارية والتعليمية ، وتدمير الآثار البهائية الدينية وحبسهم جراء تأسيسهم لمدارسهم واشتراط الحصول على تصاريح مسبقة من كافة الطوائف والأديان للموافقة على إقامة احتفالاتها الدينية ( دراسة سارة عليائى عن “الأقليات الدينية فى إيران ” بجامعة ميتشيجان ) فإن ذلك لم يكن بين عشية وضحاها لأن ” تديين ” المجتمع والتمييز الطائفى العميق يستغرق أعواماً من تخريب الوجدان الجمعى .
يتذكر مجيد بداية نفوره من نظام الشاه. كان اليوم الذى أخرجوا فيه تلاميذ المدارس ووقفوا وقتاً طويلاً فى يوم بارد . ولما لاح الشاه أخيراً اقترب رجل بمظروف – يحكى مجيد – ” بما كانت به شكوى ” فما كان من الحرس إلا أن باغتوا الرجل وأوسعوه ضرباً بظهور سيوفهم ما ترك أثراً غائراً فى وجدان من سيصبح – بشهادة معاصريه – ” رامبو الشعر الفارسى ” . كان قد تم حل منظمة الكُتّاب الإيرانيين عام 1969 ورغم فرض الساﭭاك لحظر على سكن الطالبات فى جامعة طهران إلا أن مجيد سينجح مع زميلته التى ستصبح حبيبته وشهيدة حياته فى هزيمة الحظر وتنظيم مظاهرة ونشطا معا فى الحركة إلى القرى بينما كان يكتب عن الوضع الاقتصادى الاجتماعى وكان يقوم بترجمة وتحرير كتاب عن تحرير المرأة وآخر عن النقد الماركسى للوجودية و تعرضا للمصادرة . كان شِعره هو الشىء الوحيد الذى يرغب فى توقيعه باسمه وليس الترجمات حيث ظل يستخدم أسماء مستعارة طيلة ثمانية أعوام ، أكثرها استخداماً كان اسم ” كريم مينوى ” الذى كان راعياً للخراف و ” أسد الله أمو سلطانى” والذى كان بستانياً .
سيعود كلاجئ سياسى إلى البلد الذى كان ذهب إليه لدراسة اللغويات أثناء دراسته بجامعة بلده.
فى إيران أواخر السبعينات وبداية الثمانينات من القرن العشرين كانت السلطات – عبر الإمام الأكبر روح الله الخمينى – مركزة فى يد جهتين هما الحرس الثورى الإيرانى ” ﭙاسداران ” وميليشيات الباسيج الشعبية الإسلامية ‘ المسلحة ‘ أو ” بسيج ” ! . وكان هؤلاء يعتمدون على ” التوابين ” والذين يمثلون العناصر التى كانت معارضة للنظام الجديد أو لما سبقه وتراجعت عن أفكارها وأعلن هؤلاء توبتهم ليشحذوا العفو عن حياتهم . كان التوابون يجوبون كل أنحاء البلاد فى دوريات مع ممثلى السلطة للإرشاد عمن يعرفونهم كمعارضين فى منظمة ” ﭙيكار”( معركة) لتحرير الطبقة العاملة ( وقد تأسست من المنشقين عن ” مجاهدى خلق” ممن اعتنقوا الماركسية -اللينينية ) ومنظمة ” مجاهدى خلق ” المعارضتين للخمينى وقتها ولشراذم من أعضاء حزب ” توده ” الشيوعى .
أتذكرُ مشاهد كان يبثها التليفزيون الإيرانى الرسمى بعد الثورة الإسلامية ويلتقطها ببعض التشوش أو التشويش التليفزيون الكويتى . لهذا كانت بالأبيض والأسود رغم وجود التلفزة الملونة وقتها . كانت لقاعات محاكم تصدر أحكاماً بالإعدام على معارضين أو رموز نظام الشاه السابق ولا يترجع فيها سوى صيحات عالية عنيفة ” الله أكبر ! ” . استمر هذا لفترة طويلة . كنتُ قبل هذا قد قضيت عامى الجامعى الأول فى بريطانيا محاطة بأكبر عدد من الطلاب الإيرانيين أبناء العائلات الثرية من البهائيين واليهود والشيعة وبعض الأقليات المسيحية والزرادشتية ممن تمكنوا من الخروج فى الوقت المناسب.. لا أنسى يوم هجوم أحد الطلاب الإيرانيين المسلمين بالكلام علىّ فى محاضرة مادة ” تنمية العالم الثالث ” وكانت معلمتنا إفريقية مسلمة ( أعتذر عن ذكر الأديان ) حيث قال زميلى بإزدراء غاضب :” أنتم ( قاصداً كل العرب ) من جعلتمونا مسلمين !” . كان وقت غليان وافتخار أحد الطلاب الموارنة اللبنانيين بمشاركته من قبل فى الحرب الأهلية اللبنانية وتأثره بحمل علم بلاده فى فعالية اليوم العالمى بالكلية وافتخاره فى نفس الوقت بما وصفه بـ ” فينيقيته ” وعدم عروبته بينما كان بعض الطلاب الآسيويين يشاهدون معنا فى قاعة التليفزيون بالجامعة فى لندن أؤلئك الأمهات الأمريكيات ممن تم اتخاذ أبنائهن كرهائن فى سفارة بلدهم فى طهران وهن يرتجين الخاطفين أن يتركوا أولادهن أحياء ويطلقوا سراحهم … فكان رد فعل بعض الطلاب فورياً: ” لو كانت أمى لأحسست بالعار” .
أعدت قناة البى بى سى البريطانية العديد من الأفلام الوثائقية عن المرحلة الدموية للتمكين الإسلامى فى إيران والإعدامات التى حصدت ألوف المواطنين من المعارضة فماذا ينفع أن تُحوِّل منظمة ” ﭙايكار ” أو (بالفارسية ” ﭙيكار “) فى مجلتها الشهرية حيث كان يكتب مجيد – العدد 110 – شعارها من ” ضد الحزب الجمهورى الإسلامى وضد الليبراليين ” إلى ” ضد الحزب الجمهورى الإسلامى ” ؟
لم يكن الوقت وقت تعديل شعارات وغيرك يخلق واقعاً آخر على الأرض!
كان الخمينى قد أعلنها بوضوح حين ضمن اكتساح المتطرفين :
” أنا أدين المثقفين الفاسدين والأقلام المسمومة للكُتّاب المتآمرين والديمقراطيين ” !
وكان قد أطاح بأول رئيس للجمهورية الإسلامية أبو الحسن بنى صدر فيما أجبرت الفاشية الدينية الصاعدة وعنفها فى الشارع أول رئيس وزراء ( حكومة انتقالية ) للجمهورية المعتدل مهدى بزرجان على الاستقالة بعد 9 أشهر فقط كما رفض ” مجلس الإرشاد “التماسه لترشيح نفسه فى الانتخابات الرئاسية ( ومات فى زيوريخ ).
بدا أن خطأً واحداً و لو كان محدوداً للمعارضة قد يزيد حالة العقاب الجماعى للمختلفين لذا فإن إلقاء ” مجاهدى خلق ” فى لحظة ما لقنبلة على مقر الحزب الجمهورى الإسلامى سيكون حجة إضافية لتكثيف إرهاب الدولة ليس ضد المعارضة السياسية وحدها بل كل الإنتليجنتسيا العلمانية فى إيران ولن يشفع لنفيسى وغيره كونهم كانوا من معارضى هذه الإستراتيجية واتجاه ” مجاهدى خلق ” لتملق الليبراليين لأن الوقت كان قد فات .
كان حظ عزت طبايان زوجة الشاعر مجيد نفيسى التى تصغره بخمس سنوات أن يتم القبض عليها وهى تحاول الهرب من مطارديها فى الشارع حتى أنها تسلقت سور منزل لتقفز فسقطت فى حديقته لينكسر حوضها ويسلمها صاحبه الذى كان من ” الشخصيات الهامة والمناصرة للنظام ” – بسوء حظ فادح – إلى السلطات .
حاوَلتْ تهريب رسالة إلى زوجها وأهلها من المستشفى قبل أن يكتشف المحققون هويتها لكن – يتكرر سوء الحظ ليُتم القدر مشيئته – وتصل الرسالة متأخرة أسبوعاً كاملاً فتفشل خطتها البريئة فى إدعاء الاضطراب النفسى والهرب من الزوج وتنسيق كلامها مع كلام عائلتى زوجها وعائلتها قبل يوم ” الأربعاء ” .. يحاصرها المستجوبون بأنهم لا يصدقون اسمها المستعار ” سيمين ” الذى يزورها ويكلمها به بعض زائريها ممن سيتم إعدامهم هم كذلك( الصديق فرامرز ) .. وأنها – كما صرخوا بها – ” إما شخصية او عضو مهم فى تنظيم ما أو هى زوجة خائنة بلا أخلاق هربت من زوجها وفى الحالتين تستحق الإعدام”!
حين تسقط طائرة عسكرية ببعض أهم قيادات الجيش سيصحو أمل ضعيف فى قلوب الثكالى والمكلومين ومن ينتظرون معجزة من عالم الأحلام لإنقاذ أحبتهم من ” إيـﭭين ” – وما أدراك ما ” إيـﭭين ” !
يحيا الإنسان بالوهم وتلك الطائرة المحطَمة أضاءت قلب نفيسى للحظات قبل إعدام زوجته جزاء ماركسيتها فى منظمة معارضة للخمينى ولن يشفع لها تخليها عن فكرة الصراع المسلح بين الطبقات. حرمهما القدر كذلك من أية صورة لهما معاً خشية القبض عليهما .. لكن بعد إعدامها ستمنحه أمها أربع صور لعزت وحدها من مراحل دراسية مختلفة . يحكى الشاعر كيف أن انتفاضة جديدة لم تكن لتحدث بهذه السرعة ولكن انقلاباً عسكرياً ربما كان يتحضر وتحاول السلطة إجهاضه .
دارت فى رأسه فكرة تليق بحالم أو كما كتب :” أى نقلة فى السلطة يمكنها أن تُغيّر قَدرَكِ وتُعيدكِ إلى ذراعىّ ….. وكل هؤلاء الرجال المسلحين الملتحين فى اليونيفورم بثكناتهم ودباباتهم وسجونهم ونظم دعايتهم يمكن أن يتبخروا بليل “.
نفيسى الذى كان وقت الشاه يسافر مع زوجته لمساندة عمال المصانع ممن تأخر أرباب عملهم عن دفع رواتبهم لشهور نظراً لإفلاسهم ، الذى كان يُعلّم الناس وقت انفجار الثورة وهو يجرى بينهم ” قولوا يسقط الشاه ! ” ها هو أثناء تفجر الثورة فى الأيام الأولى يدخل دبابة للمرة الأولى فى حياته ثم يقف مع الجماهير بجوار سور مقر الساﭭاك فيسمعون كلهم انفجاراً أفقد رجلاً ساقه حين دخل الساحة .. يدخل مع زوجته ومع أخيه حسين – الذى سجنه الشاه فى ” إيـﭭين ” – مقر السجن . كان حسين يعرف السجن من الداخل جيداً كما كانت مصافى الأرز العملاقة ما تزال نصف ممتلئة بالأرز المغسول حيث كان السجانون والطباخون قد هربوا فى عجلة .. زنازين انفرادية بلون أخضر لامع بلا نوافذ .
وها هو القدر – لا أحد غيره – يسخر حين ينغلق الباب الإليكترونى فيشعر الداخلون أنهم مساجين .. هنا تبتسم زوجته كَنبيّة لا ترى أن جملتها الفادحة ” فتحنا السجن القديم لكنه أصبح سجناً جديداً لنا !” وهى توجه حديثها لحسين شقيق الشاعر ، هذه الجملة سوف تتحقق بعد وقت قصير بما هو أفظع وأكثر توحشاً : بإعدام المتحدثة والمتحدث إليه فى نفس المكان !
كان على الجميع أن يمتثل لعهد الدم الجديد فكل شىء كان يتحرك كى يتم التمكين لنظام مازال يلاحق ويسجن ويقتل معارضيه . هذا النظام نقرأ من أكثر من عام كيف يتقصد المّدوِّن ستّار بهشتي ويعتقله وبعد أسبوع فى سجن ” إيـﭭين ” يسلم جثته لأمه ، يسجن المحامية نسرين ستوده ، ويأمر – كما تفيد فتاوى الملالى – باغتصاب أو فرض زواج متعة على السجينات العذراوات كى يتم إلغاء فرصهن فى الذهاب للجنة متى صدرت أحكام إعدام بحقهن كما يعتقد الملالى وكما كان تحدث الشاعر ومطرب الراب الإيرانى شاهين نجفى ( اللاجئ السياسى الذى صدرت بحقه أربع فتاوى لإهدار دمه ولكنه تمكن من الهرب وتلاحقه رسائل التهديد وهو تحت حراسة مشددة فى الخارج وكنا أعددنا عنه ملفاً فى هذه الجريدة وقت حكم محمد مرسى وترجمنا بعض أغنياته التى تسببت فى فتاوى إهدار دمه) ، نظام ولاية الفقيه يفرض على كل طلاب المدارس من الأقليات الدينية ( المعترف بها فى الدستور وهى المسيحية واليهودية والزرادشتية ) الراغبين فى دخول الجامعات اجتياز امتحان فى مادة التربية الإسلامية بنجاح والحصول على موافقات من وزارة التعليم والتدريب بشأن ” سلوكهم الأخلاقى ” وينشر المعلمين ونُظار المدارس المسلمين فى مدارس الأقليات الدينية حيث يتم تدريس كتاب موحد ( مادة الدراسات الدينية للأقليات الدينية ) من جانب مُدرّس مسلم بما لا يقل عن ثلاث ساعات أسبوعياً ( كما كتبت سارة عليائى فى دراستها المذكورة ) ، هو النظام الذى أقال وزير تعليمه محمد على رجائى فى أيام الثورة الأولى ( نوفمبر 1979 ) ” كل المعلمين البهائيين من المدارس وأمرهم برد كل الرواتب التى سبق وحصلوا عليها إلى الدولة !!” كما تذكر عليائى ، ودمر مقابر للبهائيين لبناء مراكز ثقافية على أرضها، وهو النظام الذى حكم قضاته بإعدام ريحانه جبارى مؤخراً لكونها قتلت من يريد اغتصابها ..هو من سيعدم المزيد من الضحايا لو تجرأ أحد على الاعتراض على حكم محكمة قضى حقاً بمنع ” واتس آﭗ ” و” ﭭايبر ” ، هو الذى يمنع المطربات من الغناء منفردات فى إيران وأنشأ ” شرطة الأخلاق ” حيث سيدات شرطيات محجبات بشكل متشدد يتحركن فى دوريات لملاحقة المواطنات من كل الديانات للتأكد من التزامهن عنوة بحجاب لا يتضمن مثلا ” البوت ” ( الحذاء الشتوى ذو الرقبة ) لأنه ” مثير للغرائز ” وليتأكدن أن الفتيات لا تزحزحن طرحة الرأس للوراء قليلاً أو لا تتزحزح هذه بفعل نعومة شعورهن .. نعم يستطيع نظام أن يلقى القبض على ممثلات يحصلن لبلدهن على جوائز بعد عودتهن من الخارج ويصدر أحكاماً بجلدهن لأن حجابهن لم يرق لمعايير الإدارة الأخلاقية فى وزارة ثقافته وهى السلطة التى حكمت على الممثلة الإيرانية مرضية وفا مهر بالسجن لمدة عام والجلد 90 جلدة عن دورها فى فيلم من إنتاج أسترالى – إيرانى مشترك ( حصل على كل التصاريح الحكومية اللازمة ) وكان منتقداً للنظام وتم تصويره فى إيران بعنوان My Tehran For Sale ” ” وحين تدخلت منظمة العفو الدولية تم إلغاء عقوبة الجلد فى حالتها وتخفيف الحكم من سجن عام إلى ثلاثة شهور حيث قضت الممثلة أكثر من 118 يوماً فى الحبس .
ماذا كانت جريمة مرضية ؟
الظهور فى مشهدين أحدهما بلا طرحة أى بلا حجاب للرأس والثانى تظهر فيه ممسكة بكأس أو كوب بما يوحى أنها تشرب الخمر . كانوا قد سجنوا أيضاً صانعى أفلام آخرين مثل مُجتبى مير طاهماسب ومهران زينات بخش وكاتايون شهابى وحكى منتجو الفيلم المذكور أن الحالات الوحيدة التى شهدوا فيها نساء بدون حجاب على رءوسهن فى الأفلام بعد الثورة الإسلامية كانت حالات اشترطت فيها السلطة حلق شعورهن تماماً ليسمحن بظهورهن سافرات فظهرن فعلاً ” قرعاوات ” !!
أما مجيد نفيسى فقد أعدموا أكثر من عشرة من عائلته وأقاربه وكان الدور عليه .
أعدموا : زوجته عزت طبايان التى كانت تدرس العلاج الطبيعى فى الجامعة ،ابنة أسرة عميدها سائق شاحنة ووالدتها تعمل بيديها لتوفير حياة كريمة لأولادها ، وأعدموا أخاه سعيد نفيسى وابنة عمه ( زوجة سعيد ) فهيمة أخوات وزوج أخته حسين أخوات مُقدم وابن عمه صادق أخوات وابن عمه حسين أخوات- ﭙوديهى.
تم إعدام صادق لمجرد أنه سافر إلى طهران ليعمل فى مطبعة سرية تطبع المنشورات. كان من أوائل من تم إعدامهم من أقاربه بسرعة محزنة حيث تم إعدامه بعد يومين من القبض عليه. ولا توجد أية تفاصيل عن ” محاكمة ” عزت طبايان ولا عن التهم التى وُجهِت لها أو الدفاع الذى حظيت به . المواقع الحقوقية المعنية بحصر من تم إعدامهم تذكر أنه تم إعدام خمسين آخرين مع عزت يومها من بينهم امرأة أخرى .
القدر الذى أجّل إعدام عزت عن صادق مكنها من زيارة قبره مع زوجها مجيد نفيسى الذى كتب كيف ستأخذ مشبك شعر من شعرها لتحفر على قطعة حجر وضعوها عند جزء من المقبرة الجماعية ” مقبرة الكفار” -كما أسماها النظام – النص التالى :
” صادق لقد عشت صادقاً كما يعنى اسمك ” . لم تكن تتوقع أنها قريباً سترقد فى نفس المقبرة التى سيحاول فيها أهالى الشهداء وضع شواهد قبور على أى جزء يظنون أن أحبتهم فيه لتقوم فئة الحرس الثورى أى ” ﭙاسداران ” ليس فقط بإزالتها أولاً بأول بل بتسويتها لاحقاً بالأرض .
عقب مقتل عزت كتب مجيد كيف كان الموت يراوده للذهاب حيث يكون معها .
ذات يوم سيوقف سيارة أجرة ليفاجئه السائق بسؤال : ” هل أنت من منظمة ﭙيكار ؟” ولما أنكر قال له ذلك العميل / المخبر ما يفيد أنه مُختَطَف :” سآخذك الآن إلى الشرطة “.
كان عليه أن يتغلب بسرعة – كما كتب فى مقالاته – على ” نكروفيليته ” وترحيبه بالموت بعد قتل عزت . فى لحظة فتح باب التاكسى المسرع وألقى بجسده فى الشارع متوقعاً سماع أصوات رصاص.
مر مجيد – مثل حميه سعيد جواد – بحسد من نجحوا فى دفن أحبائهم عقب الإعدام فى الحديقة الخلفية لبيوتهم البسيطة .. سيسأل ويكتب فى مقالاته ” هل سيمكننى رؤية ثقوب الرصاص فى جسدك ؟” ، ” هل ما زلتِ تلبسين خاتم زواجنا بعد إعدامك ؟”
حين اتصل والد زوجته به تليفونياً ليخبره أن عزت اتصلت به اليوم السابق رد مجيد بأنه يعرف وكان يشعر اليوم السابق فى لحظة معينة أن قلبها توقف . قابل الرجل العجوز فى مكانٍ عام وجلسا يبكيان بينما سلمه العجوز نسخة مُصوّرة وممزقة ( قام مجيد بلصقها لاحقاً ) من وصية عزت التى كتبت لوالديها وله الآتى :
الاسم : عزت طبايان
اسم الأب : سعيد جواد
شهادة ميلاد رقم 31171
” أهلا ..
الحياة جميلة ومرغوبة . كغيرى أحببت الحياة. لكن يأتى وقت يتعين فيه أن نودع الحياة . بالنسبة لى حانت هذه اللحظة وأنا أرحب بها . لا طلب محدد لى . أريد فقط أن أقول إن جمال الحياة ومتعها لا يمكن نسيانهما وإن الأحياء يجب أن يحصلوا على أكثر ما يمكن للحياة أن تمنحهم.
أبى وأمى الغاليان
أهلا..
فى حياتى عانيتما كثيراً لتنشئتى . حتى اللحظة الأخيرة لن أنسى يدىّ أبى الخشنتين ووجه أمى المتعب من العمل . أعرف أنكما فعلتما أفضل ما بوسعكما لأجلى . مع هذا يحين وقت الانفصال . لا مفر من هذا . أحبكما بكل كيانى وسأُقبّلكما من طريق لا يمكننى رؤيتكما عبره . سلامى الدافئ لأخوتى وأخواتى البنات . قبّلاهم لأجلى . أحبهم . وفى غيابى لا تتألما لأجلى ولا تقسوا على نفسيكما . حاولا الاستمرار فى حياتكما بنفس الحب والطيبة المعتادين ..وبلّغا سلامى لكل من يسال عنى .
زوجى العزيز
أهلا ..
كانت حياتى قصيرة و حياتنا معاً كانت أقصر. أتمنى لو كنتُ عشت معك فترة أطول . لكن هذا لم يعد ممكناً . أُسلّم عليك من بعيد جداً وأتمنى لك حياة طويلة . لكن لا أظن أنك سترى وصيتى أبداً….. مع تحية لكل من أحببت وأحب وسأظل أحب .
خدا حافظ ( بمعنى الوداع ويحفظك الله ) “
7 يناير 1982
رحل إلى الجبال مع أصحابه بعد قتل عزت . انفجر فى البكاء وكتب 9 قصائد فى ليلة واحدة .
قابل عصمت أم ولده آزاد بعد مقتل عزت بثمانية شهور والتى سينفصل عنها بعد وصولهما الولايات المتحدة بوقت قصير. عاشا فى إيران فى مأمن لستة أشهر وفى أبريل 1983 غادرا بلدهما بمساعدة الثوار الأكراد على ظهور الخيول . كان معهما آخرون و يتحرك الجميع ليلاً كى لا يتم اكتشافهم. حمولة مجيد ثقيلة ومتواضعة : القصائد التسع التى كتبها عن عزت ، صورة لها يضعها اليوم فى بيته بأمريكا ، صورة لشقيقه المغدور سعيد ، جواز سفر أفغانى وبعض المال .
بعد زمن سيشاهد مجيد فيلماً فى أمريكا – مهجره المختار – سيكون الأب سائق شاحنة مثل والد زوجته وستكون البطلة شابة مثلها .. سيرى عزت فى إحدى قريباتها الطفلات التى لها ذات العينين .. يوم الفيلم سينفجر البكاء وشلال الشعر كما حكى لأنه سيكتب فى أربعة شهور 111 قصيدة ويقول عن هذا : ” بدأتُ أدرك أنه كان علىّ مسئولية أن أكون صوتاً لرفاقى ممن سقطوا فى هذه الثورة المسروقة إلا إننى يجب ألا أتجاهل محيطى الجديد بثقافته خاصة وأن ابنى آزاد وُلِد فى هذا البلد – سانتا مونيكا بأمريكا “.
كانت لدى مجيد مشاكل فى الإبصار من طفولته وفى أمريكا أخبره الأطباء أن ثمة نقاطاً على القرنية ستتعاظم مشكلتها ولو أن الحالة مستقرة لكنه تسلق جبل ” ويتنى ” وواصل الصعود رغم شعوره بالتعب وتبين أن الارتفاع أضر بما تبقى من النظر ليفقد إبصاره . الآن كضرير يتحرك وحده لكنه يرى خيالات بعيدة ويعتمد فى مراسلتى وفى الكتابة على كمبيوتر ناطق كما يسجل أولاً قصائده لأية أمسية على مُسجل مع سماعات فى أذنه ويقوم بالإلقاء . قبل هذا بسنوات كان يعتمد على عدسة تقوم بتكبير الكتابة لأكثر من ستين مرة. ربما لهذا جاءت إجاباته على أسئلتى مختزلة جداً بالنظر لحجم ملحمة حياته وربما الأمر يتصل بالثقل النفسى للتجارب المأساوية التى عاشها فتبدو الردود أقرب للتليغرافات .
لم تكن لدىّ أية وسيلة للوصول إلى مجيد نفيسى الذى عرفت باسمه من الإنترنت من سنوات بعيدة.. لكن عرفت من الشبكة العنكبوتية أن له ابناً شكّل فريقاً غنائياً ويستهويه الراب .. بحثتُ حتى بدأتُ تواصلاً معه ولا أمل عندى أن يلتقط الخيط حين كنت أعرفه بنفسى عبر صفحة للفريق فى فيسبوك فوعد بنقل طلبى إجراء حوار إلى والده المسافر وقتها . مر وقت طويل واعتقدت أنه لن يرد علىّ وعاودت الكتابة للابن على صفحة فريقه ” Azad Right ” ثم دخلت مواقع إيرانية ثقافية وسياسية فى المنفى ( تتهمها السلطات بكونها ” بهائية ” و” صهيونية ” ) ربما أجد خيطاً يوصلنى بالشاعر شخصياً .. كانت أشعاره ومقالاته تملأ فضاء المواقع الإيرانية ووجدت ما بدا كعنوان بريده الإليكترونى من سنوات على أحدها . بيأسٍ تام جربته وكررت طلبى إجراء حوار معه سيكون مشتركاً مع شاعر عراقى عانى أهوالاً عائلية مثله . لم أذكر اسم أى منهما للآخر ولم يسألنى أى منهما عن اسم ” الشاعر الآخر ” . اكتفيت بذكر جنسية كل منهما للآخر . كنت علمت أن مجيد كان من معارضى خطف الرهائن الأمريكيين بسفارة بلدهم فى إيران ومن معارضى الحرب العراقية الإيرانية ، بل أكثر من هذا : أنه يرى أن كلا الطرفين فى بلده إيران .. المتدين والملحد يمجدان ثقافة الموت : إما عبر القتل أو مفهوم الشهادة. كذلك كنت على علم بأن حميد كان قد خاض الحرب العراقية الإيرانية مُجبَراً حين هرب طلباً للجوء السياسى عبر إيران .
بدأ مجيد نفيسى ( من مواليد أصفهان عام 1952 ) كتابة الشعر وهو فى العاشرة تقريباً ثم أعطى كتاباً من شعره هذا الذى استلهم فيه ” أغنية لنفسى ” لوالت ويتمان ( الذى يراه أعظم شاعر أمريكى على مر العصور ) إلى شقيقه حميد فى عيد ميلاد شقيقه الواحد والعشرين . كان الراحل محمد حقوقى شاعراً وناقداً (1937-2009) وقد ألّف أكثر من 30 كتاباً من أهمها كتابه عن الأدب الفارسى المعاصر ” مرورى بر تاريخ وادبيات امروز إيران ” (والذى يعد مرجعاً موسوعياً أُعيد طبعه مرات) . حقوقى كان مُعلّماً لشقيقه مهدى لذا أعطى مجيد كتابين من شعره لمهدى ليريهما لحقوقى الذى أصبح راعياً له.
كان مجيد من أوائل من حضروا لقاءات ” جماعة أصفهان الأدبية ” التى ضمت الكثير من الأعضاء من أهمهم هو و حقوقى ، هـوشانج جولشيرى( روائى وناقد ) ، أبو الحسن نجفى ( لُغوى ومترجم وناقد أدبى )، جليل دوستخاه ( ناقد أدبى ). وفعلاً تم نشر إثنتين من قصائده فى ” جُنـﮓِ أصفهان ” الدورية الأدبية الطليعية المستقلة فى عددها الأول حيث كانوا ينشرون لهمينجواى ومحمد كلباسى وروبرت برين وسترافينسكى وجيرترود شتاين و واليس بيكن و م. رستميان وغيرهم . أصدرت ” جُنـﮓِ ” أحد عشر عدداً بصورة غير منتظمة من 1965 إلى 1973 حتى جاء عددها الأخير فى عام 1981 .
إحدى القصيدتين كان بعنوان ” بدرود ” أو ” وداعاً “. يقول فيها مجيد :
” لم تعد لى سلامات
ولا رسائل لأرسلها
سأصبح ثوراً
وأحرث الأرض
تحت الشمس الحارقة
فى الصحراء الكبرى
وداعاً يا رفيق منتصف الطريق
اليوم انتهى
والغد أحمله
كعبءٍ ثقيل على ظهرى .”
ثم قام كورش طهباز بنشر أشعار مجيد فى المجلة الثقافية المميزة ” آراش ” ( آرش بالفارسية ) والتى قدمته للشاعر الإيرانى الكبير والمعارض لحكم آل ﭙـهلوى أحمد شاملو ( 1925- 2000) الذى كان عضواً فى حزب ” توده ” وتم سجنه أكثر من مرة قبل الثورة الإسلامية. كان شاملو يصدر مجلة ” خوشه ” ( بالفارسى) أى “خوشيه ” وقتها . ” آراش ” قدمته كذلك لشاعرة إيران الكبيرة فروغ فرخزاد . كان تأثير تقديم نفيسى لشاملو عظيماً إذ كان ” بطله ” وانفجر فى البكاء وهو يمشى فى ميدان بهارستان حيث مكتب شاملو . كتب قصيدة عن ذلك واصفاً حنو شاملو لمرأى دموعه وهو يتساءل ” يا صغيرى لماذا تبكى؟”. وقد رأى رجل أحلامه الشعرية يقف بأكمام مشمرة يبتسم وتفوح منه رائحة التواضع والحروف المطبوعة.
سيصدر إسماعيل نوريالا ( نور الله ) الشاعر والكاتب و أحد أبرز ممثلى ” موجة الشعر الجديد ” فى إيران ” كتيب الشعر ” أو ” جزوه شعر ” مشتملاً على ثلاثة شعراء جدد مهمين : بيجان إلهي ، أحمد رضا أحمدى ومجيد نفيسى . كان الثلاثة قد عُرِفوا بكونهم ممثلى ” الموجة الجديدة ” أو ” موج نو ” . وتركز بعض المصادر على كون أحمدى كان العنصر الأهم لكن أغلب أعضاء الحركة كانوا يكتبون الشعر كنثر الآن . كان لكل من الثلاثة أسلوبه الخاص مع ملامح سريالية قليلة. بالنسبة لنوريالا كان شاملو الوحيد الذى هجر أو خرج عما عُرِف بـ ” الشعر النيمائى ” نسبة إلى الشاعر الكبير نيما يوشيج . أما ” جزوه شعر ” فشملت أعمالاً لشعراء ينتمون لحركتين حداثيتين جديدتين هما ” موج نو ” و” شعر حجم ” ، وتلك الأخيرة وُلِدت على يد ” يد الله روياعى ” الذى كان عضواً فى حزب ” توده ” الشيوعى وعانى السجن لذلك أيام الشاه . روياعى كان قد ابتعد عن مبادئ ” الحركة الشعرية الجديدة ” أو ” موج نو ” مؤسساً مدرسته الشعرية الجديدة وللحق فإن أغلب الشعراء الذين صاروا من مشاهيرالرموز الأدبية لذلك الجيل يدينون بظهورهم وتواجدهم لصفحات دورية ” جزوه شعر” كما يؤرخ لذلك نوريالا .
بعد هذا قام الناشر المشهور أمير كبير بنشر أول أعمال مجيد ” فى جلد النمر ” أو ” در ﭙوست ببر ” عام (1969) ثم نشر مجيد كتابه النقدى ” الشعر كبناء ” أو ” شعر به عنوان يك ساخت ” العام التالى وساعده هوشانج جولشيرى لطبعه فى أصفهان ثم أصدر كتاباً للأطفال عن أصل اللغة بعنوان ” سر الكلمات ” أو ” راز كلمه ها ” عام 1971 عن “مركز التنمية الثقافية للأطفال والمراهقين ” وفاز بجائزة الكُتّاب الملكية وقتها ( فى عهد الشاه ).
فى الولايات المتحدة اشترك مجيد مع عدد من الشعراء والكتاب الإيرانيين فى المنفى فى إصدار دورية ” كراسات السبت ” ” دفتر ها شنبه ” أو ” نوت بوﮎ شنبه ” (عام 1996) مع المناضل الراحل منصور خاكسار الذى عانى من سجون الشاه لماركسيته . منصور كان قد ترأس المجلة الصادرة عن ” هيئة الكُتّاب الإيرانيين فى المنفى ” وقسم الشعر فى مجلة ” آرش ” ( بالفارسية ) أى ” آراش ” بطبعتها فى باريس قبل أن ينتحر فى المنفى . مجيد شغل منصب نائب رئيس تحرير دورية ” دفتر هاى قانون ” عن هيئة الكُتّاب المذكورة .
أصدر مجيد بالإنجليزية ديوان ” حذاء ملوثٌ بالطين ” (1999) وهو مختارات مترجمة لأشعاره الصادرة بالفارسية فى سنوات سابقة وأصدر ” أب وابن ” (2003).
منذ عام 1990 اشترك مجيد فى 12 سباق ماراثون أُقيم بلوس أنجيلوس ودائماً كان يصل لخط النهاية . أثناء الجرى أو التريض على دراجته الواقفة فى بيته يأتيه الشعر كما يقول فيتطهر ذهنه ويصفو .
تم حفر مقطع من قصيدته الطويلة ” آه يا لوس أنجيلوس ” فى الساحات العامة فى شاطئ ﭭـينسيا بالمدينة وفى ستوديو سيتى بولاية كاليفورنيا. تم اختياره كمُحكّم فى مسابقات Inter board Poetry Community عام 2009 ومُنِحَ جوائز بدوره فى مسابقتين شعريتين إحداهما بعنوان ” شعر فى النوافذ ” والأخرى حملت عنوان ” الشعر والوصفة ” التى ينظمها Writers At work فى لوس أنجيلوس .
أصدر أكثر من 20 كتاباً ما بين دواوين شعر وكتب مقالات ويحب الشعر الفارسى الكلاسيكى مثل الفردوسى وحافظ والخيام والرومى وسعدى بالإضافة لأسماء الرموز الشعرية الشهيرة التى يعشقها : أحمد شاملو وفروغ فرخزاد وسُهراب سـﭙـهرى ، وهناك العديد من الأعمال بالإنجليزية تناولت إنتاجه الشعرى أو ضمت نماذج شعرية له والتعريف به سأعرض أسماءها بالإنجليزية كما هى :
1)” Strange Times My Dear : The Pen Anthology Of Contemporary Iranian Literature “. Edited by Nahid Mozaffari and Ahmad Karimi Hakkak.
2)”Belonging: New Poetry By Iranians Around The World “. Edited by Nilofar Talebi .
3)”Aftershocks: The Poetry Of Recovery For Life Shattering Events”. Edited by Tom Lombardo.
4)”Revolutionary Poets Brigade Anthology “. Edited by Jack Hirschman and Mark Lipman.
5)”Al Mutannabi Street Starts Here “. Edited by Beau Beusoleil and Deema Shehabi.
6)”Poetry In The Windows “. Edited by Suzanne Lummis.
7)”Poets Against The War “. Edited by Sam Hamill .
8)”Becoming Americans : Four Centuries Of Immigrant Writing “. Edited by Ilan Stavans.
9)”Lounge Lit: An Anthology Of Poetry and Fiction By The Writers of Literati Cocktail and Rhapsodomancy “. Edited by Tess.Lotta , Wendy Ortiz, Andrea Quaid .