سليم الحاج قاسم
(1)
ربّما…
لستُ وحدي تماما،
حين أكون وحدي.
أنا مصحوبٌ بتراب الأرضِ و أشجارها
أنا مثل الطبيعةِ…
لا مستقبل لي.
(2)
كلّ الأسماء لم تؤاتِ ذوقي السّماويّ :
فسميتُ الأرض فراشا،
والبحرَ صلاةَ،
وسمّيتُ الموتَ استثناء من الحياةِ
والحياةَ لؤلؤةَ قد تآكلها الصدأ…
سميتُ جرائمي كلّها غريزة البقاءْ
وسمّيتُ السّماء جبالا
ونقشتُ ملامحي وأحلامي في صخور السّماءْ.
وقلتُ:
كن يا عالمي نجما لا يشير إلى جهة،
ودع جميعيَ يمشي إلى حيث يشاءْ.
(3)
أنا هنا، كأوّل من على هذه الأرضِ،
كأوّل بحثٍ عن أوّل ذاكرة
وكشاهدٍ على كلّ ما هو أوّل:
خُطافٍ، يجهدُ كي يصنع الخريف وحده،
عنكبوت يمرّغ في الصخور شباكه،
صيدٌ لأوّلِ رسالة بين عاشقينِ
من الجنّ:
»كلّ المدائنِ تنزفُ مياه وردٍ
في الصبيحة التي تلي لقاءنا الأخير،
هكذا كلّمتني اليرقةُ التي شهدتْ جسدي
يتمطّط قرب صدركَ الأخضر
حقول القمحِ،
هي أوّل من أوحى إليّ بالاِتّكاء على الريحِ
لمغازلة الأرض…
حقول القمحِ بنادقُ صيدٍ، وفيالقُ جيشٍ،
وتاريخ من الغيب.