وتعصــــف بنــا “ريــاح ينــايــر”.. قراءة في رواية أشرف الصباغ

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 31
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

أسامة ريان

يرسم النثر صورة للإنسان (عكس الشعر الذي يحوله إلى أسطورة) ولعل هذا مايمكّنه –النثر- من كشف جوانب الحياة والواقع والموقف، فالنثر في جوهره نفعي بمعنى النفع الاجتماعي (1). ولذلك لن نجد أبدا قصة او رواية تنحو في غايتها إلى خدمة الإضطهاد (مثلا : إضطهاد السود، العمال، الاحتلال ..) (2).

والنفع في رواية “رياح يناير” لم يتعدى المكاشفة– الساخرة أحياناً- ربما للتحذير من تباعد المثقفين- وهم عندنا “أصحاب الابراج العاجية”- عن الأهداف الحياتية للبسطاء وبلا تقعر ولا مصطلحات.

  يعمد كاتبنا من خلال سارد عليم (يتحول إلى مشارك أحيانا) إلى سرد دقيق، قد يكون صادماً في صدقه، ويصاحبه إستشراف واعٍ لواقعنا من خلال أحداث سيسعى إلى اقناعنا أنها قديمة، لكنها امتدت إلى الآن وربما هي أيضا تتسلل إلى مستقبلنا ولا نملك لها تعديلاً ولا تبديلاً. عَمَدَ في صياغة الأحداث والسياق إلى تصور تغلب عليه النزعة العلمية التحليلية ليواكب لغة العصر في تناول المشكلات السياسية-المجتمعية-الإقتصادية بتشابكاتها المعقدة، فصورهذه الأحداث (بخطوطها الدالة) على صفحة ذات أبعاد أربعة (تتضمن تحديد المكان في ثلاث، و يحفها الزمان في الرابع) كما نصت بديهيات النظرية النسبية في تحديد الحدث. ينسل بنا السارد العليم بنعومة إلى النسق العلمي الذي لا يأتيه الباطل .. لأنه لغة العقل والعصر في فهم كل الظواهرإنسانية أو مجتمعية وبكل مكوناتها (وقد صدقنا تطبيق الفوضى الخلاقة(3) من الإنتروبيا). بدأ بتصحيح مفاهيم نخلط بينها فيتعثر تفسيرها مما يؤدي إلى الخلط والخلل في لغة الخطاب (مثلا كما نخلط بين مفهومي الكتلة والوزن ببساطة في حياتنا اليومية)، ولذلك فالسارد العليم هنا أشارإلى الخلط بين مفردتي “الفراغ” و”الوسط” عندما يستخدمهماكما يبدو أهل الفن والادب، لذا فالفنان أو الأديب (يقصد هنا المثقف عموما) عنما يصف “حركة” في الفراغ (على المسرح مثلا) فهو يقصد في الوسط (وله مكوناته الاصيلة)، حيث تترك هذه الحركة اثراً يمكن تقصيه ومعرفة أثره (إيجابيا، صفرا، سلبيا). وأتبع السارد هذا التصور رباعي الأبعاد ليطابق الحالات الأربعة  للمادة أيضا، فالحالة الرابعة (البلازما) تتضمن تواجد الحالات الثلاث في نفس الوقت معاً، وربما الإشارة هنا لتواجد الحالات الثلاث في النص معاً في حالة الفوران (المجتمعي). وربما لجأ إلى هذه الحيلة لأن فعل “التأريخ” يحتمل العبث مع الزمن في تتبع الأحداث قبل أن يتحول إلى “تاريخ” وقد أتم رصد الأحداث ورتبها, وقطع سبيل الاستشراف التي ينبني عليها الجانب الأكبر والأهم من النص الذي يسعى السارد فيه أيضاً إلى التحكم في السياق الزمني، فيبدو وكأنه يرسم لنا تصور “الزمان” في هذه النظرية (النسبية) باعتبار أن “الآن” في ذاته يمثل مكان الاختناق في ساعة رملية (4) هائلة نحيا فيها، فيصبح الرمل المتساقط في المخروط السفلي هو “الماضي” بينما الكمية في المخروط المقلوب الأعلى تمثل المستقبل (أو الغيب)، فيبدو الزمن الافتراضي في استشراف الأحداث (أو حدثٍ ما) في النص كما لو كان هو “نقطة” في المخروط الأعلى تتحرك حثيثا لتقترب من “الآن” قبل أن تصبح ماضياً-تاريخاً. وربما قد تسللت هذه البارقة في وصف الزمن إلى أعمال فنية كثيرة، فمثلاً في بيتي شعر شهيرين أثارا جدلاً واسعاً، يقول أحمد رامي:

                   وكفاية اقول لك كنا زمان          والماضي كان في الغيب، بكرة

                   واللي احنا فيه دلوقتي كمان        ها يفوت علينا ، ولا ندرى

يخلص السارد من هذه (المعطيات العلمية) إلى توصيف لحالة المواطن وواقعه مهما كانت الإنتماءات (لوسطٍ ما)، محذراً من التوازي أو (التخالف) في خطوط العلاقات (يصفها بأحط ْ العلاقات حيث لا تلاقي)، بينما التقاطع والتماس لهذه الخطوط له فوائد أبسطها دفء العلاقات. وأظهر السارد لنا دور”الصفر” ليس في الحساب (الرياضيات) إجمالا، بل الصفر المُهمل على يسار العدد، فكَثُرت أصفار اليسار لتكوّن صفراً “كبيراً” خاصة في ظل علاقة طردية بين أصفار اليمين وأصفار اليسار، مما يؤدي إلى تصرفات فورية ومتعجلة وكوارث فردية وجماعية. ويسخر السارد العليم من التحليلات التي يتفنن فيها مثقف البار، ويجد فيها مجرد متعة ذهنية، يرى فيه السارد “عبقري يحافظ على حجم البروستاتا المتضخمة”.

النزعة الصوفية واضحة في النص (5) في ظل تناص مع المقدس واستلهام قصصه من خلال تصور لوحدة الوجود (العلم المادي والحياة والغيب) فتبدو قصة سيدنا يوسف وأيضا استحضار للأسمرالصوفي”ذي النون المصري”. المثقفون في البار (الكونكورد) في قمة الكيف والمزاج، ويحيط به في وسط البلد بارات تاريخية (متواضعة) ومن فيها هم في حالة البلازما، خليط (سفينة نوح)، يصنفهم إلى مثقفين من قبل ثورة يوليو، وناصريين، وساداتيين بمستوياتهم المختلفة.

ويمكن تمييز حركة البشرإلى خطوط ثلاث (قد تتوازى في الفراغ)، لكنها تتماس وتتقاطع في الأوساط كما أشار السارد العليم  لتصبح متراوحة القوة والتأثير المفترض في تناول النص:

الأول: الصبي أو الولد الضال (بلا مأوى أو homeless وسنعرف أنه الولد بشير) في حالة هروب دائم من دار رعاية هزيلة “رأى العنابر والأجساد الصغيرة المستسلمة للنوم. شم رائحة دورات المياه في عتمة الممرات الطويلة الضيقة، وسمع همسات وأنفاسا مذعورة وصوت  طرقعات قطرات الماء من الحنفيات الصدئة في الحمامات المتهدمة” (6) تسودها القذارة والتسلط والقمع والشذوذ الجنسي فيهرب إلى الشارع من سئ إلى أسوأ، ففي الشارع يضاف إلى ماسبق تسلط الحكومة  “طالعته سحنة المخبر الذي سد عليه باب المحطة”(7)أيضا في صورة المخبرين والبحث عن الطعام في أكوام القمامة أو محاولة سرقة رغيف وآلام الجوع تمزقه، واتجاهه إلى المرتع التاريخي الخصب لمن لا مأوى له في محطة مصر”. يرى نهاية غزوته لعالم الشيالين تنتهي بعلقة ساخنة ينام بعدها عدة أيام خلف مخزن القطارات بدون طعام أو شراب”(8) حيث المخازن الوسيعة الرحبة بعربات القطارات المتهالكة وبلا رقابة. ويتبين من السرد أساليب القهر التي اعتادها الفتى ومن هم مثله “يتفق المخبر وحارس المخزن والمحولجي علي إغتصاب الولد بشير قبل تسليمه للشرطة”(9) من الوقائع المسكوت عنها ما بين الشارع والأمن، ويتبدى في ذلك تمهيداً  لما يمكن أن يكون ثورة.

الثاني: ولكي يدلل على شيوع الفساد في الزمان والمكان، إتجه بنا السارد العليم إلى محجر في منطقة نائية “مطروح” ليرصد لنا نوع آخر من الصراع أو الفساد بين (الخمر والحشيش) وكلاهما معوقين للعمل والإقتصاد. فمسئول تنظيم مرور العربات المحملة بالاحجار على القضبان “منصور” لا يكف عن معاقرة الخمر، ويتسبب فقده لوعيه في حوادث تصادم العربات وتعطل النقل، فيشتبك مع رئيس العمال “عثمان” المسطول دائما بفعل الحشيش المنتشر في المكان ويعضده صاحب المحجر المُهرِّب الكبير للمخدرات والسلاح عبر الحدود، ويشعر بالأمان مع الحكومة. عرض عثمان على منصور أن يغير كيفه ويستبدل الخمر بالحشيش، ولكن المسألة كانت تخص المبدأ فرفض منصور وكاد أن يعتدي على عثمان”(10). يتصاعد الشجار بينهما “التقى الجيشان في وسط الميدان مثل كل ليلة. بدأت مناوشات، عثمان: الرخيص يشرب الرخيص.. يرد منصور منتشيا: والحرامي يشرب الحشيش..”(11)، يتهمه بسرقة دجاج البدو، بينما يسرق هو الألبان الخاصة بالعمال الفقراء، فيخرج منصور طريداً من المحجر بعد تصفية حساباته المتبقية نقدا، يحملها في حقيبة ليستقل القطار المظلم في طريقه الى القاهرة. يُخرج آخر زجاجة خمر من الحقيبة ليتحايل بها على طول زمن الرحلة، ينام بفعل الارهاق والخمر، أدرك بشير العائد في نفس القطار أن منصور غاطس في سبات عميق”في دخول القطار إلى القاهرة، لمح بشير مسكنه السابق و الكشك الخشبي المتفحم، أستعد للقفز من القطار، لمح الحقيبة، اقترب منه بهدوء، سحب الحقيبة  في ثقة واتجه نحو النافذة”(12). يعود منصور إلى زوجته “زلابية” خاوي الوفاض. يعلم بقرب وفاة زكريا صديق صديقته (التاريخية) سماسم، يجهز صندوق تلميع الأحذية، تقوده قدماه إلى مقهى المثقفين فيسرق أحذيتهم ليشتري كفنا لزكريا.

الثالث: تبدو سخريته، وربما نقمته على طبقة المثقفين “المتعة الذهنية التي لايتميز بها سوى المثقف النظري الذي يدعي أنه متخصص في السينما أو المسرح أو الفلسفة أو أنه كاتب رواية أو قصة أو ناقد عام وشامل متعدد المواهب”(13) نقمته على أحوالهم بأنواعهم وتصنيفهم وتغيراتهم من النقيض إلى النقيض وعبر أجيال “هنا أيضا من سيصبح بعد عام واحد فقط من هذه الجلسة في حكم المفقود. هل هو سمير منسي أم عماد صالح؟ لو غُصنا قليلا في المستقبل أو بالأحرى في الزمن الافتراضي فسوف نعرف أنه سمير منسي أكبر الجالسين سنا والذي شارك في حربين متتاليين وسيترك مشروع سيناريو يحلم بتحقيقه”(14) وهذه الأجيال تُسلّم بعضها (وهنا استلزم للسارد استعراض تصورات العِلم في رصد الحدَث من عِدة منظورات للزمن)، وكأن مانشهده ونعاصره هو تصور أو نبؤة لأحد المثقفين في زمن آخر”ربما يحمل إبننا زميلته كما كنت أحملك ويبدآن سويا رحلة تأجج الأجساد واصطخاب الأرواح في لحظات سديمية تتمدد فيها الألسنة، وتستطيل حراباً مُشرَعة تشق الفراغ وتصفع واجهات المباني التي بناها كل من أتى إلينا مستعمرا”(15) ونلحظ أنه لا ذكر للمثقفات إلا عندما حاول سمير منسي بسط فكرته لحبيبته عن حكاية “يوسف وزليخة” وكيف أنه يراها خدعة ليستولي يوسف على عرش حكمنا –مصر- لإذلالنا، وان محاولاته تلك لم تتوقف حتى الآن.

وتبدو الخطوط الثلاث بداية غير متلاقية أو متقاطعة، فكل في واديه، فالنص ملئ بالاشارات إلى غياب الوعي والهروب من الواقع .. لكن فجأة تلوح التقاطعات عندما يستولي بشير على حقيبة نقود منصور، وعندما يسرق منصور أحذية المثقفين لشراء كفن لزكريا، وكأنه حبسهم في البار عن الخروج للثورة مع المهمشين. 

يدعو السارد لثورة على مفهوم الصفر الذي أعطاه علم الرياضيات (والحساب) قيمة فقط عندما يكون إلى يمين العدد بينما تنعدم تلك القيمة إذا أضيف إلى يسار العدد وبأي كمية (تكرار)، وكأنه يصف لنا أصحاب الثروات بأصفار ثرواتهم إلى يمين الأعداد تتضاعف وتتوالد بالملايين بينما الكادحين هم المهمشون باصفارهم إلى اليسار – حيث ثمة علاقة طردية بينهما تتبدى من خلال تجاهل اصحاب الثروات لهؤلاء المهمشين وبتواطوء من الدولة وقوانينها، فيتضاعف عدد المهمشين بأضعاف تزايد أعداد اصحاب الثروات وثرواتهم “أصفار مرسى مطروح على يسار أرقام ، حتى لو كان الرقم واحد، أي أنها تشغل موقعا شكليا تمليه قواعد الرياضيات من أجل الدقة”(16)

أكمل “عماد صالح” نعمته على باقي مثقفي البار بنص صوفي يفضح التدين الشكلي الذي يحيط بالمجتمع الذي تتعمق فيه الفجوة بين أصحاب الثروات والمهمشين بضراوة . ترك “عماد صالح” نصه وصمت مقاطعا البار والمثقفين (إعتزل الناس). يشير في هذا النص إلى شخصية “قطقوط” الأسمر النوبي الزاهدالذي يحيا ما يعتنق وبصدق، عثر به عمدة البلدة بلا أهل في طريق عودته، استسمح وجهه، فاستخدمه ليرعى الاغنام. أثار “قطقوط” بصدقه ومعاملته الرقيقة للناس حفيظة شيخ المسجد، خاصة وقد بدا أنه يحفظ آيات الله ويتلوها بسماحة ورهافة، ويمكنه تحفيظها لإبن العمدة مقابل هدية “بقرة”. شن الشيخ على قطقوط حرباً شعواء مستخدماً أسلحة الإتهامات في العرض والدين والعِرق، وكُلها نعرفها جيدا يحولها البعض الى اسباب لإثارة الناس إلى حد القتل. ثار الناس في القرية، خاصة وأن قصة حب بريئة قد لاحت بين قطقوط وإبنة العمدة الجميلة (البيضاء) . يتسبب تزايد هذا الضغط (مجتمعي-ديني) على العمدة في تراجعه عن الاحتفاظ بالأسمر الصادق (ذو النون ؟)، فينقلب عليه ويهينه أمام أعين الأهالي ويطرده من البلدة، لكنه لا يعلم أنه قد حوله الى أسطورة في وعي الصغار ويتداولها الكبار. “لم يسل أحد عن إسمك، فاعطيتك الإسم واللقب، وجواز المرور الى قلوب نساء دارنا ورجالها، وعندما قلت عابثا : قطقوط.. عفريت.. سيان يا إبن الكلب “(17)

يتبدى الفكر الوجودي حول الموت (زماناً ومكاناً) مع حديث “ماجد” كسارد مشارك متسائلاً عن إنتحار “علي يونس” في نفس التوقيت الذي سعى فيه إلى التقارب معه وقد أعجبه وصف “علي يونس” للقاهرة كعربة قمامة كبيرة “ألم يكن يستطيع تأجيل تلك المسألة كي أرد له الدعوة ونصبح صديقين ؟ كنت قد خططت لها مسبقا ورتبت لها نفسي جيدا: فسوف أفتعل مشاجرة مع سيد (النادل) لأي سبب، ربما لأن ماء الشيشة غير نظيف.. لحظها سيُستفز عليّ ويتدخل لاعنا سيد وديونه والمقهى”(18) والمسألة هنا هي الموت!

يؤكد السارد المشارك “ماجد يعقوب” نزعة استشرافه للزمن الافتراضي من خلال حبه لإحسان، فيخبرنا أنها ستصبح زوجته وأم أولاده في ذلك الزمن الذي سيلقى فيه من رحلوا إثر تعرضه لحادث تصادم قاتل بحافلة ثقيلة، لكنه يعود بنا إلى “الآن” بسهولة وبفاصل زمني سيأتي بعد عشر سنوات ” يموت عليّ يونس ثم ينتحر شكري طوبار- هكذا تسير الأمورتبعاً للترتيب الزمني العادي. ولكن الزمن الافتراضي الذي يمكننا أن نسافر فيه إلى الأمام يمكنه أن يجعل الترتيبات الزمنية العادية مختلفة قليلا ، فلكل زمن قوانينه ، ولكل واقع أيضا– حتى الواقع الافتراضي- قوانينه”(19)

في تلك الليلة في “الكونكورد” ضحكوا من سرقة احذيتهم ، فقد أصبحوا حفاة في آخر الليل لا يمكنهم الخروج، راحوا يسبون البروليتاريا، لكن تصدى سمير منسي للدفاع عن المبدأ الحقيقي بغض النظر عن التطبيق الغوغائي والطفيلي. كانت هي الليلة التي اندلعت في صباحها الثورة الغريبة التي تحول فيها وصف النظام للشعب، من شعب عظيم شريف خاض حرب تحرير رائعة إلى شعب ينتفض انتفاضة حرامية “في الصباح لاحظ مدير البار أن هناك حركة غير عادية بالشوارع. الوجوه في الخارج غريبة، ليست نفس الوجوه الصباحية التي تمر عليه يوميا. الحركة سريعة ومتوترة” (20). وتبدو فاعلية منصور ومثابرته الغامضة في تخطي الإحباطات ليحظى بالإمتداد والإنجاب مرة أخرى من سماسم (وقد فقد اطفاله الأربعة من زليخة)، فيلجأ إلى حيلة الاستيلاء على أحذية هؤلاء الذين لا يكفون عن اللغو جالسين في مقاعدهم في البار، ليحصل من ثمنها على كفن لزكريا يتقرب به إلى سماسم كهدف واضح لديه، وكما لو كانت الإيماءة هنا إلى البقاء والاستمرارية بنسلٍ يستمر لما بعد دفن ماضٍ لم يصادف حياة افضل . وبالمقابل، فطبقة المثقفين – كما يصورها السارد العليم – تكتفي برصد مايدور بلا فاعلية أو تقارب من المشاكل الحقيقية، وقد ظلوا على هذا الحال حتى بعد فوران الثورة، قابعون في السفينة.. يمارسون التنظير.

……………….

هـــوامــش :

  • جان بول سارتر-ما الأدب- ت/د.محمد غنيمي هلال-سلسلة المئويات- الهيئة المصرية العامة للكتاب2005 ص41.
  • السابق ص70
  • محمود أمين العالم-فلسفة المصادفة-مكتية الاسرة- الهيئة المصرية العامة للكتاب2003 –ص262.
  • باري باركر-السفر في الزمان الكوني- ت/مصطفى محمود سليمان-مكتبة الاسرة-الهيئة المصرية العامة للكتاب 2008 ص153،164،359
  • عمار علي حسن –فرسان العشق الالهي-كتاب المصري اليوم ط1 2012 ص163.
  • اشرف الصباغ- رياح يناير- دار العين للنشر ط1 2014 ص5 .
  • السابق ص7
  • ،، ص9
  • ،،   ص38
  • ص21
  • ص63
  • ص154
  • ص24
  • ص44
  • ص53
  • ص82
  • ص88
  • ص125
  • ص144
  • ص165                

مقالات من نفس القسم