محمود عزت
لا، لا أعرفك
ولم نلتق قبلا.
أنا فقط أنتبه متأخراً
أنني لست غير مرئي
وأنا أحدّق في البشر.
برج مراقبة
نُسيَ الغرض من تشييده.
كاميرا هائمة
بذاكرة مفتوحة
أقدم مما يمكنني تذكره
وأدق مما يمكنني إدراكه.
هذا فسّر لي
بعد حيرة طويلة
ألفةً مفاجئة
وانقباضاً مبهما
في أماكن لا تعي ذاتها
وجوهٍ بلا نقاط ارتكاز
وأشياء ذات حنين مختزن
تنتبه في يدي.
لا أرغب في التحدث إليكِ
أقصد ليس بهذه الطريقة؛
عبر التحديق الثابت.
مع ذلك يعجبني شعرك
وقارات النمش
على خدِك
وفوق منبت عنقك
اضطراب زاوية فمك
في الابتسام المنفعل
واللثغة الطفيفة
التي جاهدتِ سنين لإخفائها
فتفلت وأنتِ تحكين في الهاتف
أن حبيبك قد هجرك للتو.
لستُ طامعاً في حديقته
التي دفع بابها للتوّ وخرج
كل ما في الأمر
أنني بصراحة
أريد أن أعيش زمني
وزمن غيري
هذا لا علاقة له بالطمع
ولا الرغبة
ولا الحرمان
هذا لا علاج له
لا علاج له أبدا
مهما حاولت إخفاءه
أو تدربتُ
بالضبط مثل لثغتك.