هِـــــيَ فَوْضى، فلا تُغَنِّ وَحْدَك

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

طلال حمّاد

لن أنضم إلى شرق وغرب

سأنشقّ فقط عن بلا ـ روسيا

أو بلا ـ الصين أو أمريكا

لكنّ المشكلة هي

أيّة لُغةٍ سأتحدّثها

ليفهمني أهل البلد؟

 

هي فوضى

فلتُغَنِّ في هذا الضَجيجِ

إنْ راقَ لَكْ

وَقُلْ طوبى

لِمَنْ سيَسْمَعَكْ

وَطوبى

لِمَنْ سَيُغَنّي مَعَكْ

 

أحياناً

يصمت الحقّ

ليسَ خوفاً

ولكن.. حياءً

من سطوة الباطل

أحياناً

ولكنْ….

هل سينجو الباطِلُ

مهما سطا

مهما بغا

مهما طغا

من غضبة الحقّ

ومن ثورته؟

 

يثقُبُ الحاكِمُ المُعْتَدُّ بِسَطْوَتِهِ

عَيْناً مِنْ عَيْنَيِّ القانونِ بِمِخْرَزِهِ

وَيَسْتَغْرِبُ كَيْفَ يَنْفَذُ الخارجونَ عَنِ القانونِ

إلى جُيوبِهِ

دونَ أنْ يَراهُمُ القانونُ

بِعَيْنِهِ المُطْفَأة

 

يَفْتَحُ أحَدُهُمُ البابَ

وَيَتْرُكُهُ مُشْرَعاً

فَتَدْخُلُ الريحُ بِلا رَقيبٍ

ومَعَها كَثيرٌ مِنَ الأعْداءِ

فَكَيْفَ سَيُخْرِجُهُمْ

وَقَدِ اٌسْتَوْطَنوا رِئَتَيْهِ

وَهَلْ سَتَقْبَلُ الريحُ

أنْ تَحْمِلَ مَعَها

آثارَها؟

أضْيَقُ مِنْ ثُقْبِ الإبْرَةِ

وأصْغَرُ مِنْ بَيْتِ النَمْلَةِ

هذا العالَمُ الرَحْبُ

كُلّما اشتدَّ الظُلْمُ

واتَّسَعَ القَهْرُ

قَبْرُ

يَنْفَتِحُ

والسَقْفُ

مَوْتٌ يَنْهَمِرُ

حَرْبٌ

تَتْلوها حَرْبُ

من يوقِفُها؟

 

الأفْعى لا تملِكُ غَيْرَ السُمِّ

لِتَهَبَه

حتّى لَوْ تَحَلَّتْ

بِمُسوحِ القَداسَةِ

وأذّنَتْ في الجُموعِ

لِلصَلاةِ

العدالَةُ لا تَخْرُجُ مِنْ كُمِّ أفْعى

تَسْكُنُ في كُمِّ حاكِمٍ

يُمْسِكُ بِيَدِهِ

عَلى عُنُقِ العَدالَةِ

وَيُطْعِمُها لِلأفْعى

لِتَحْرُسَه

 

دعهُ يَنامُ

ودعهُ يَحْلُمُ

فالحُلْمُ إنْ جاءَهُ

أعادَهُ إلَيْهِ

وإنْ عادَ فِعْلاً إلَيْهِ

عادَتْ إليْهِ الحياةُ

لِتُهَذِّبَهُ

دَعْهُ

فَرُبّما

يَلْقاهُ

 

لا تُلْقِ بِقَلْبِكَ مِنْ فَوْق

فإنَّهُ إنْ لَمْ يَتَدَحْرَجْ مُبْتَعِداً

حتّى يصْطَدِمَ بِجِسْمٍ ما

فَيَنْشَطِرُ

قدْ يَرْتَدُّ إليْكَ كالكُرَةِ

فَتَلَقَّفْه

لا تُلْقِ بِقَلْبِكَ إلى فَوْق

فإنَّهُ سَيَسْقُطُ حَتْماً

لكنْ إنْ لَمْ تُسْرِعْ لِتَتَلَقّفَهُ

فَقَدْ يَسْقُطُ على رأسِك

فَيَشْطُرَهُ

وَقَدْ يَقْتُلَك

دَعْ قَلْبَكَ في مكانِهِ

ذلك أسْلَمُ لَه

وأنْسَبُ لك

 

في خُلاصة الرحلة

لا تغنّ وحْدَكَ

فَيَنكَسِرُ الإيقاعُ

وتنْكَسِرُ المِزْهَرِيَةُ التي أعدَدْتَها لِوَرْدَة الصباحِ

الغِناءُ وَحيداً

كشجْرَةٍ تَهُزُّها الريحُ

لِتُسْقِطَ أوراقَها

وتذروها

ــــــــــــــــــــــــــ

(من مجموعة ” أعرف أنّني لا أموت في القدس” الصادرة حديثاً عن دار فضاءات للنشر والتوزيع)

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم