فرانسوا باسيلي
في ذهني قبلاتٌ كثيرة
لوجناتٍ تنتظر بعيداً
حتي انتهاء الحروب
وجنات لصبايا بغير جسد
في ذهني حزنٌ غامضٌ
وبكاء على لا أحد
فاضت الخيام بالموتي
والبلاد بالمرتزقة
والطرق المتربة بالنازحين
فلم يعد لي مكان
سوى في حلم فتاة
تحلم بوجه رجل
لا يمت للمقاتلين
كنت قد تنبأت بالمذابح
إذ رأيتها في أوجه الغزاة
وأوسمة الطغاة
ومسابح الدعاة
الشوارع تعج بالقتلة
والبيوت مهجورة منذ زمن
الجدران ملطخة بدماء تصرخ
تصعد منها تأوهات متقطعة
أظل أسمعها عبر الدهور
في ذهني قبلات قليلة
لوجنات تختفي شيئاً فشيئاً
وراء الدخان الذي يملأ الحلم
مضت ساعتان دون أن أري
قاتلاً واحداً
فدهشت كثيراً
أكثر من دهشتي
وأنا أقرأ العهد القديم
ودهشتي
من الشاشات المليئة بالزعماء
سألت إن كانت علي الأرض روحٌ
مندهشة غيري
أو بقايا جسد
يبكي علي شيءٍ غامض
كأنه لم يكن أبدا
أو كأنه قد ضاع للأبد
سألت ودهشت
ولم تعد في ذهني
قبلاتٌ لأحد