سلمت عليه وانا منهمك فى الرسم …وأخذ عبدالله مكانة ليرسم … وظل الطاهر يراقبنا ..وهو فى حالة من الصمت الرهيب …ربما شرب شايا أو ينسونا …
قابلته بعد ذلك مع صديقتى عبير عبد العزيز وأسما عواد ..كنت أراقب ملامحه …عين حزينة … لكنها تراقبنا دائما ووجه لا يعلن أو يفصح عما بداخله ….وظلت كلماته قليلة …لكنها تشبه كلمات حكيم هندى ….يتحدث عن الأدب بعشق ويشرق وجههه النحيل ويمتلأ بالألق عندما يتحدث عما يكتبه ……حتى ظهرت روايته فانيليا إلى النور .
كانت طريقته فى الكتابة بسيطة وعميقة ومدهشة …من أين جاء هذا الصعيدى بكل هذه الدهشة …والجمال …ربما قمت بعمل كاريكاتير بجريدة القاهرة أعرف الناس بالرواية .. لكننى اكتشفت بعد فترة أن ملامح وجه الطاهر أصبحت أكثر حميمية ….وصرنا نتحدث أكثر لكن الشرقاوى البخيل فى الكلام يحتفظ بأجمل ما لديه للحظة الكتابة .
وعندما قرأت مجموعته عجائز قاعدون على الدكك …..أدركت أن هذا الرجل ينام على كنز من الوعى الفطرى والبصيرة التى تجعله أكثر قدرة على النفاذ لعمق الحقيقة …
لم اقرأ روايته الاخيرة بعد ….لكن صديقتى عبير تقول لى …لو لم تقرأ طاهر سوف تخسر كثيرا …لكن الحقيقة أنا قرأت طاهر …لكنى لم اقرأ تحفته الاخيرة بعد.
ـــــــــــــــــــــــــ
*رسام كاريكاتير مصري