الغيمةُ نسلُ الماءِ
وأنا ابنُها بالتبني!
دثاريَ الغبش
ودميتي هالة النجوم
سرّاً ألملمُ حبات الندى
فمن ْيغتالُ فيَّ العطش ؟
ومنْ يرسمُ في المرآة
وجهاً لي أعرفهُ
سقطَ عند تخومِ الخيمةِ
شظايا ألمٍ مخبوءٍ
في ذاكرةِ الطينِ
*
الطينُ رضاعي
وقوسُ اللهِ ذراعي
أنمدُّ إليك
ألبستك هالتي
فتوضئي بالنور مشيئتي
طوّقتكِ بالدرِّ
وألقيتُ فيكِ سرَّ الرفيفْ
تلقفتكِ
كسيدٍ أغواهُ المطرُ
فكيفَ لكفيكِ
أن تفتحَ أسرارَ طلاسمي
وأنا ابن غيمةٍ
وقبضةُ ريحٍ سلالتي
فيا آلهة الخصبِ
اشهدي
إني رأيتُ
احتفالَ المكائدِ بالنخيل
وليلُ الخرافةِ
يقطرُ من عباءةِ السواد
فيا آلهة الخصبِ
اشهدي
إنَّ دمَ الزهرِ
ينهمرُ عناقيدَ ضوءٍ
تشربُ قاماتَ النخيلْ
ينفذ من ذاكرةٍ
الوردِ
ينمدُّ عشبةً
فيفضحُ أسرارَ الفصول
*
هلْ انشقَ القمرُ
فأيقظ الصورَ من رقدته
وارتعشتْ كفُّ الحنّاءِ
على الطور ؟؟
*
يا آلهة الخصبِ
لكِ العتبى
فاللغةُ عمياءٌ
لاتدركُ سرَّ النصل
ولا الشفَةُ
توقظُ في المرآةِ
سرَّ القتيل
بينَ أصابعي
وجسدِ الارضِ
دم النحرِ
ونزف النخيلْ
*
يا آلهةَ الخصبِ
أرى على شفتيكِ
مصارعَ قومي
ومِنْ ذؤاباتِ الليلِ
المسفوحِ
على الكتفينِ
يتقاطرُ الغرباءُ في كأسي
وأمسي
بين رمسٍ ورمسِ
*
واعدتكِ القبائلُ سرّاً
فأنجبتِ جرحاً
وكنتُ أنا ..
*
طوقُ المسرَّةِ .. اكليلُ الربِّ
يغرزُ في الرملِ
أصابِعَهُ
فتورقُ أجنةً
وشظايا
ينزفُ الخلقُ
وتموتُ مرايا
يا آلهةَ الخصبِ
اشهدي
إني ضفرتُ للوردةِ
جدائلها
فتنفسَ العطرُ فيها
وأيقظتُ لحناً
من بعدِ دهرٍ صموتْ
ورميتُ الظلمةَ
بسهمِ النشورِ
ففقأتُ عين الطاغوتْ
فيا آلهةَ الخصبِ
هلْ من مغيرٍ
على حماي؟
يرسِفُني بالغلِّ
ويأسرُني إليكِ
صمتُكِ قافيتي
وفيكِ قيامتي والنشورْ
أصابعي رهنُ شفتيكِ
أكتبُ
من احمرار الدمِ فيها
مبتدأي ومنتهاي
أطلقتُ سفائني
في اخضرار عينيكِ
غنَّيتُ للظاهرِ والباطنِ فيكِ
سبحانكِ
إذْ قلتِ للموتِ فينا
كنْ
فاشرأبت أعناقُ النخيلِ
وقالتْ فيكون !
*
دوّن في القرطاسِ
يا نابو
سكنتْ أنفاسُ ( تيامه )
وفاضَ فيكِ
ربيعُ الأنثى
فاختزلتي كلَّ النساءِ
من حواءَ الى القيامه
*
يا آلهةَ الخصبِ
أستميحُكِ عُذراً
لأني أزهرتُ في الخريف
إنّي أراني
أعصرُ الجمرَ على شفتيَّ
اشتهاءً
وأعصرُني
على شفتيكِ
خمرا
إني اصطفيتُكِ
دونَ آلهةِ الزهرِ
رباً
وارتضيتُكِ
نجمةً
وآمنتُ بكِ
عطرا
……………
*شاعر من العراق