حاورها: حسين عبد الرحيم
هدير زردق فنانة شابة في العقد الثاني من عمرها، ذات بصمة خاصة ، لفتت إليها الأنظار على الرغم من مشوارها القصير بعد تخرجها في قسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة في المنصورة قبل ثلاثة أعوام.. شاركت هدير في العديد من المعارض الجماعية والمسابقات الفنية وفازت بالعديد من الجوائز وآخرها جائزة التميز في مهرجان “فرسان ضي” الذي ينظمه أتيليه العرب للثقافة والفنون… تري الفنانة الشابة أن العالم ساحة كبيرة ومتسعة لتعايش المتناقضات وتري أن الفن لا يعكس الواقع تلقائيا لكنه يوظف عشوائية العالم في قراءة بصرية تعتمد علي رد الاعتبار لكل ما عو غير عقلاني بحسب التيار السوريالي الذي تراه الأقرب الي روحها ولوحاتها بل ونظرتها للفن والعالم. هذا الحوار معها حول لوحتها التي تفكك العالم بتوظيف قطع الأثاث الخردة في تكوينات فنية مدهشة
: ماذا يمثل لك الحصول على جائزة التميز في مهرجان فرسان ضي للشباب؟
فوزي بـ جائزة “التميز” في مهرجان فرسان ضي يعني لي الكثير، خاصة وأن ضي من المنتديات الثقافية التي تعني بدعم الشباب، ومهرجاناتها أو مسابقاتها الفنية بشكل عام يحكمها كبار الفنانين والفوز بأي شكل من الأشكال يعني ان هناك من يقدرك، ويدعم خطواتك الأولي وهذا من شأنه أن ينعكس على الخطوات المستقبلية لأي فنان شاب وقد أفادتني تجاربي في المسابقات الفنية في تطوير أدواتي عبر المنافسة مع أبناء جيلي والاستفادة من تجارب المحكمين الكبار والنقاد من خبراء الفن التشكيلي في مراكمة خيرات إضافية تنفعني في مجالي الفني
علي الرغم من أن مشوارك الفني ليس طويلا إلا أن النقاد أشادوا باعمالك ذات البصمة الخاصة بك، دعينا أولا نتعرف على بداية مشوارك الفني؟
المشوار بدأ من شخبطات الطفولة فبينما يصرخ البعض أو يغني أو يمسك القلم ليكتب، أمسكت أنا الفرشاة ونقلت إلى فراغ الورق الأبيض ما كنت أراه في المجلات والفضائيات من رسوم كارتونية ..استهوتني الرسومات لكني لم أستسلم للفرجة عليها كأي طفلة بل عمدت إلى تقليدها وكانت الرسومات على ما أتذكر سيئة للغاية إلا أن والدي لمس فيها شيئا مختلفا عن التقليد أو هكذا أخبرني، فشجعني على أن أستخدم الفرشاة للتعبير عن نفسي وهنا رسم لي بداية الطريق وقال لي لا تقلدي الرسم الذي أمامك بل ارسمي ما تحسين به فعلمني أهم درس في الفن مع أني لم استوعب الدرس ساعتها بل فهمته فيما بعد
بعد ذلك في المدرسة الإعداداية اكتشف مدرس الرسم ما وصفه بالموهبة لدي وتنبأ لي بأني سأكون فنانة في المستقبل ما شجعني على المضي في تلك الهواية الجميلة التي جعلتني أميل للصمت والتأمل.. وعندما حصلت على الثانوية تذكرت نبوءة أستاذي، فالتحقت بكلية الفنون الجميلة جامعة المنصورة وهنا كانت خطوتي الثانية في المشوار حيث تعلمت الكثير من قواعد الفن ومدارسه وتياراته المتعددة إلا أني كنت ميالة الي الجرافيك والتصميم ربما بسبب دعم أستاذتي وخاصة الدكتور نبيل رئيس قسم الجرافيك الذي ساعدني في تحديد هويتي الفنية
ـ لماذا اخترت الجرافيك ميدانا لك؟
ـ لأن الجرافيك يعتمد علي الفن في صورته الأولى، بالأبيض والأسود غالبا، ولأنه فن يضم عدة وسائط وطرقا فنية في العمل الواحد ولأنه كذلك يجمع بين المتناقضات في هارموني متناغم وهذا ما جذبني إلى فكرة التناقضات والتضاد التي كانت غراما طفوليا لي حيث كنت مغرمة بجمع الاشياء الغريبة المتنافرة وأحاول أن أصنع بها شيئا ذا معنى، كنت أفشل غالبا لكن هذا التركيب بين المتنافرات كان يستهويني وأنا صغيرة ولم أكن أعرف أنه سيكون طريقي في الفن بعد ذلك، وكان مشروعي للتخرج في الكلية لتخرجي بعنوان تضاد لأني أؤمن بأن الثنائية القديمة بين الأبيض والأسود والخير والشر لم يعد لها وجود في عالمنا الواقعي الذي كان يقوم في الماضي على محاولة حل التناقضات وازاحتها للوصول الي تناغم من طرف واحد لكن الحياة وكذلك الفن تحولا إلى محاولة التعايش بين المتناقضات يصورة تجمع الأضداد في هارموني لأن هذه هي الحياة.
وهل الفن صورة من الحياة؟
لا، الفن لا ينقل الحياة نقلا ميكانيكيا، بل يوظف عتاصرها ويستجيب لتطوراتها. وقد أفادني فن الجرافيك في فهم العالم وتناقضاته وألهمني طريقة أضع فيها بصمة خاصة بيفي التعايش مع المتناقضات، وفي الوقت نفسه منحني مساحة للجمع بين الدراسات النظرية والتطبيقية لان فن التشكيل أو رسم اللوحة، ينحو نحو التطبيق قي كثير من جوانبه كما أنه فن مركب وأنا أفضل التركيب والجمع بين الاشياء حتى ولو ظهرت مفككة في أعمالي، فالتفكيك هنا، هو تركيب من نوع ما وهو استجابة فنية لما أراه من تناقضات الحياه وليس رصدا لها فأنا لا أميل للتشخيص مثلا بل أستفيد من عناصر مبعثرة وأكون بها عملي، الذي يمكن أن يقدم للمتلقي فرصة لحرية التأويل حسب ذوقه ومفهومه عن الفن والعالم
وقد ساعدني أستاذي الدكتور محمد نبيل عبد السلام رئيس قسم الجرافيك في جامعة المنصورة، والذي كان يشجغني علي إبتكار طرائق خاصة بي ويحثني على ألا أقلد أحدا مهما كانت قيمته
ـ في أعمالك الجماعية المعروضة حالياً في ضي للفنون هناك الكثير من رؤى التفكيك التي تجمع بين مدارس ومذاهب فنية مختلفة فلأي المدارس الفنية تنتمين؟
لا أتقيد بمدرسة فنية بعينها، لكني أميل إلى السوريالية كتيار فلسفي وفني، وهذا لكون السريالية، كانت رد فعل لحوادث في التاريخ وخاصة أنها ظهرت بل وتجلت، بعد الحرب العالمية الأولى.
وماذا عن ظلال الدادائية في لوحاتك الأخيرة؟
أتفهم الطابع الاحتجاجي في السوريالية التي ورثت الحركة الدادائية لكني هنا لا أوظفها كمدرسة فنية احتجاجية، بل كمدرسة مفتوحة للعقل والشعور واللاشعور معا وقد بدأت السريالية في العودة للمشهد العالمي بعدما ظهرت تيارات ما بعد الحداثة التي تعيد الاعتبار لما هو غير عقلاني من الخرافات والميتافيزيقا
وأحب في السريالية، كونها الطريق الأصوب لمساحات من التفسير المختلفة وكذلك التأوييل.
……………..
السيرة الفنية للفنانة التشكيلية هدير زردق
اسم الفنانة: هدير صلاح زردق
– تاريخ الميلاد : 5 مارس 1997
حاصلة علي بكالوريوس الفنون الجميلة جامعة المنصورة بترتيب الثاني علي قسم الجرافيك (تصميمات مطبوعة) وبتقدير إمتياز في مشروع التخرج.
- حاصلة علي المركز الأول رسم في أسبوع الفتيات الخامس 2.2. بجامعة الفيوم
- حاصلة علي منحة التفرغ من وزارة الثقافة في مجال الجرافيك 2.21.
o معارض شاركت بها:
- المشاركة في صالون الشباب 2.2..
- معرض جماعي بجاليري ضي ( فرسان ضي الثالث) 2.21 شاركت ب 18 عمل فني
- مهرجان ضي للشباب العربي 3 ” 2.2. ” بجاليري ضي.
- مهرجان ما بعد الكورونا 2.2. بجاليري ضي.
- معرض طلائع الدورة 6. “2.2.” بجمعية محبي الفنون الجميلة.
- صالون أبيض وأسود 2.2..
- معرض “طبعة فنية” 2.2. المقام بجمعية محبي الفنون الجميلة.
- معرض مسابقة الشباب للفنون البصرية بالاسكندرية عام 2.18 وعام 2.21 الدورة 8.
- معرض جائزة نوار للرسم 2.17.
- معرض أجندة الدوره الرابعة عشرة 2.21.
- معرض رؤي ” 2 ” باللإسكندرية 2.18 بمتحف الفنون الجميلة.
- معرض فني دولي green-root (online) 2.2..
- اشراقات فنية1 بقصر الامير طاز.
- اقتناء بنك CIB لإحدي الأعمال 2.19.
- اقتناء لوحة بمكتب رئيس جامعة المنصورة 2.19.
- اقتناء لوحات بجامعة الجلالة.