في الرواية البصرية ثمة ضبط معياري للجرعة المقدمة، بحيث تدير مفاتيح الخيال وتداعبه، مقدارٌ أقل قاصر عن الإثارة، مقدارٌ أعلى مصادرةُ تخرج به عن حيز المشاركة.
نجح طارق إمام في «هدوء القتلة» في تسريب كائنات خياله وتجهيزها للنمو في خيالات الآخرين، تستدعي من ذكرياتهم وخبراتهم ما يمنحها حيواتها ويُكسبها هويات تتجول بها داخل عوالمهم هم، بما يريدون لها من ألوان وأشكال وأحجام وروائح وأزمنة وأماكن، كائنات «نسغية» تحمل خلاصة الحياة وتختصر كُليّاتها لتنمو وتستقر في كل مخيلة تمتلك الوعي الكافي لاستقبالها.. فقط لو أنه لم يضع صورته على الغلاف!