لم يحبذ مطلقا أن يستنشق رائحة المطهر الذي يملأ حقيبتها و لكنه فضله علي رائحة معسل التفاح , قال لي تعرف! “هي بتموت فيا” – دائما يحب التظاهر بأنها تحبه و كان لا يشعر عندما أقابلهما أنه يفضل تفادي مناقشة ما بيننا و عندما صافحتها علمت أنها لا تحبه و أنه ليس إلا ملعقة لتناول الدود الذي تحبه علي الفطار و هو دائما يمنحها لقب ملاك
كانت روحه تتصاعد من صدره إلي أسفل و هو يصرخ و يردد أنها لم تعي ما فعلته عندما تركت قلبه في أنبوبة المعمل لتثبت لنفسها أنه لا فرق بين النوفالجين و الحب في معالجة آلام الرأس التي تصيبها عندما تبتعد عنه و تترك له حرية إختيار الطريقه المناسبه للتبخر من الأنبوب , قال لي أن شعوره و هو يراها تبتسم لم يختلف بعد موته مطلقا هو هو نفس الشعور الذي لا يترك لأحد أن يفسره له علي طريقة البشر فهو كما كان يقول دائما (أنتم لم تجربوا أن تكونوا ملائكة) كما كان يداعبنا (من السهل أن تكون شيطان و لكن من الصعب جدا أن تصادق ملائكة الحب دون أن تقدم لهم قلبك مفتت علي طبق تحمله روحك)
في هذا اليوم الأخير و قبل أن يعرج إلي رأسها همس لي أن المكان الرطب ، البارد برودة الشتاء الدافئة عندما أضع يده عليه يفرغ منه كل الطاقات الشريرة يمنحه فرصة أن ينتمي إلي الملائكة و يغني لدقائق عن ذلك الشيطان الذي يساعدنا رغم استعاذتنا منه يقول حبيبتي سأضع يدي علي هذا المكان البارد من أجلك ستشعرين .