هبة السيد
تحت نفس السقف
أربع جدران وسقف
في جانب الغرفة
تغزل الجدة الحكايات بخيط قديم
كم مرة حللت الغزل يا جدتي
كم مرة أعدتِ تكوين العقدة فوق العقدة
تتمتم ولا ترد
تنسدل الحكايات في الأرض
تكسو الجدران
تنسدل على النوافذ
تحجب الضوء
**
حول المائدة الطويلة
تدورأمي
عشرون مرة
ثلاثون
خمسون دورة
أكملت الستين
الأطباق يملأها التراب
والأفواه لا تمتلئ
الأفواه المفتوحة دائمًا
نهمة
تلتهم الزمن
دون أن تعرف الشبع
*
أنا بجانب الباب الموارب
اقدامي مسمرة بالأرض
عيني لا تفارق السماء
السحب تنذر بالمطر
تنذر فقط
تنذر طوال الوقت
برعد مستمر
قبل أن تزهر قدمي خطواتها الأولى
تصدأ المسامير
**
أربع جدران وسقف
الغزل يكسو المكان
الأطباق تكدس التراب
والرعد يتردد صداه في كل ركن
……..
المدينة
لم نغادر المدينة
ولم يغادرنا البحر ولا السماء
لم تغادرنا الطرق الواسعة
والميادين القديمة
لكن كرسينا علي المقهى
أدركه الهرم
ونبت للرفيق جناحين فطار
أظلمت طرقات كانت تزدان بأحلامنا
ورش البحر موجه
فلم يجد شفاهنا لتلثم ملحه
القطط التي اجتمعت حول طعامنا
صارت تتغذى عليها الفئران
حتى النباتات البرية
توقفت عن خوض معركتها مع الأسفلت
لم نغادر المدينة القديمة يا كفافيس
لكنها هي من غادرتنا
لم نخرب حياتنا
لم تأتنا فرصة اختبارالحياة لنخربها
لم نغادر
وربما لن نغادر
لنختبر مدنًا اكثر رحمة
ربما أو أقل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة مصرية
والديوان صدر مؤخرًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة
