نخب الغياب
أودّ لو نبارك اللحظات المنفلتة معا أيها العالم
لنرفع أكواب القصب عاليا ونشرب نخبها.
لحظة أن تقع عيناك
على طلة مباغتة لفتاة حلوة
فتتسع الحدقتان، تنفرج شفتاك ويبهت وجهك
تلك اللحظات التي تسبق هضمك للجمال
ومن ثم التغزل فيه أو لعنه.
لحظة سحب النصل على طرف اصبعك
ولا ألم، سوى خدر خفيف
يتلاشى شيئا فشيئا، مع تساقط قطرات الدم
ليأتي الوجع مكتملا حقيقيا
لا سبيل لإنكاره بالتلهي عنه.
لحظات ذهاب حواسك بعيدا،
بحثا عن ماهية رائحة عابرة، أو صوت ما،
تلك التي تسبق اليقين.
لحظات الأنس والسُكر بالغناء، التوقف عند مقطع
صارخين الله ولتمتد الهاء لآااااهة بلا انقطاع.
لحظات سقوطك العظيم للقاع
واكتشافك أنك لازلت حيًّا، تتنفس الوجود الخام.
لنشرب نخب الغياب، تمام الوجود وما يصلهما بلحظات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة مصرية، من ديوانها الأول "سربني لحواسّك" الفائز بالمركز الثاني في مسابقة أخبار الأدب 2017