عبد العال الحمامصي
*عندما نمعن النظر في المشهد الأدبي والأسماء الشابة الجديدة التي وفدت إليه .. في العقد الأخير من هذا القرن .. فإننا بين القادمين والقادمات سوف نتوقف طويلا أمام اسمها . لستشعر اليقين بأن مصر تواصل إنجاب المواهب دوماً .. كما نستشعر الحقيقة بأنه مهما زعق الأدعياء فإن أصوات المواهب الحقة ستكون لها السيادة في النهاية .. نجلاء علام كاتبة جديدة لا بالمعنى الزمني فعمرها الأدبي عشر سنوات وإنما من حيث ما تكتبه ، وتؤكد به أن لديها ما تعطيه فنياً للقصة القصيرة – في أساسيات قانونها وقابلية توعيتها – عن الحياة والنماذج ومجرى الواقع فيما يتعلق بالذات أو الاخرين .. وطوابع الأمكنة والبيئات .. وأنها ليست من الكاتبات ذوات تجربة البوح الواحدة التي تتنوع في أنغام ذات لحن واحد مهما حاولت الإيهام أو اقتضاها العجز عن الإلتحام الحقيقي بسعة الحياة ورحابة الفن .
نجلاء علام لا يمكن إلا أن تلفت الأنظار بقصصها المتميزة التي نشرت في العديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية المرموقة .. ومنذ سنوات صدرت عن هيئة الكتاب مجموعتها الأولى ” أفيال صغيرة لم تمت بعد ” فقدمت بها وثيقتها كقاصة مبدعة ينتظرها المستقبل الأرحب ، كما فازت هذه المجموعة بالجائزة الأولى في مسابقة محمود تيمور بالمجلس الأعلى للثقافة من بين عشرات المجموعات من مصر والعالم العربي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مجلة أكتوبر : العدد 1224، بتاريخ : 9 أبريل 2000 م .
