منة الله أبو زهرة
هذه الليلة..
ماذا لو لم أكن جافة
لو لم أعاملك بقسوة،
أتقبل فضولك،
وأعطيك فرصة
لتقول ما عندك
أن لا أكون عنيدة
وأن لا تكون قادماً لتحدٍ ما
كان بإمكاننا أن نمشى كثيرًا
حتى نخلع أحذيتنا ونتخلص منها
دون حرج
أن نستمع إلى مقطوعة الفصول لشوبان
ونحن نشرب النبيذ الأحمر
أن تحكي لي عن مغامراتك النسائية
وأجيبك بهمهمات لا تنتهي..
تخبرني بإنجازاتك
وأروي لك خيباتي
تغازلني في الكأس الثاني فأصمت
لأني دائمًا
ليس عندي ما أقول
تتحدث عن الوجودية
وأقول لك إنني لا أطمح لأن اكون سيمون دي بوفوار
لتقتنع بعدميتي
نتشارك في حديث طويل عن الشعر
عن عمق أنسي الحاج
وشجن وديع سعادة
وألم رياض الصالح الحسين
وغموض عماد أبو صالح
أن يأخذنا الحديث
إلى كل شيء دون أن نطمح في المزيد
ثم ننتهي بعناق طويل قبل أن نذهب
فتظل رائحتك في ملابسي
أحتفظ بها بجانبي لليوم التالي
حتى أشمها مرة أخرى في الصباح
دون اختلاطها برائحة النبيذ.